ووَلِيَ عَمرُو بنُ العاصِ مِصرَ عَشرَ سِنينَ ، مِنها لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ أربَعَ سِنينَ ، ولِعُثمانَ بنِ عَفّانٍ أربَعَ سِنينَ إلّا شَهرَينِ ، ولِمُعاوِيَةَ سَنَتينِ وثَلاثَةَ أشهُرٍ ، وتُوُفِّيَ ولَهُ ثَمانٌ وتِسعونَ سَنَةً ، وكانَ داهِيَةَ العَرَبِ رَأيا وحَزما وعَقلاً ولِسانا ۱ .
۲۳۵۵.سير أعلام النبلاء :أتى [عَمرُو بنُ العاصِ ]مُعاوِيَةَ ، فَوَجَدَهُ يَقُصُّ ويُذَكِّرُ أهلَ الشّامِ في دَمِ الشَّهيدِ ، فَقالَ لَهُ : يا مُعاوِيَةُ ! قَد أحرَقتَ كَبِدي بِقِصَصِكَ ، أ تَرى إن خالَفنا عَلِيّا لِفَضلٍ مِنّا عَلَيهِ ؟ لا وَاللّهِ ! إن هِيَ إلَا الدُّنيا نَتَكالَبُ عَلَيها ، أمَا وَاللّهِ ، لَتُقطِعَنَّ لي مِن دُنياكَ ، أو لَاُنابِذَنَّكَ .
فَأَعطاهُ مِصرَ ، وقَد كانَ أهلُها بَعَثوا بِطاعَتِهِم إلى عَلِيٍّ ۲ .
راجع : ص ۳۷۴ (الاستعانة بعمرو بن العاص) .
۲ / ۲ ـ ۸
شِدَّةُ أسَفِهِ عِندَ المَوتِ
۲۳۵۶.الاستيعاب عن الشافعي :دَخَلَ ابنُ عَبّاسٍ عَلى عَمرِو بنِ العاصِ في مَرَضِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ وقالَ : كَيفَ أصبَحتَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ؟
قال : أصلَحتُ مِن دُنيايَ قَليلاً ، وأفسَدتُ مِن ديني كَثيرا ، فَلَو كانَ الَّذي أصلَحتُ هُوَ الَّذي أفسَدتُ وَالَّذي أفسَدتُ هُوَ الَّذي أصلَحتُ لَفُزتُ ، ولَو كانَ يَنفَعُني أن أطلُبَ طَلَبتُ ، ولَو كانَ يُنجيني أن أهرُبَ هَرَبتُ ، فَصِرتُ كَالمَنجَنيقِ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ؛ لا أرقى بِيَدَينِ ، ولا أهبِطُ بِرِجلَينِ ، فَعِظني بِعِظَةٍ أنتَفِعُ بِها يَابنَ أخي .