فَسِرتُ بِهِم وبِالمُسارِعينَ مِنهُم إلى طاعَةِ اللّهِ حَتّى نَزَلتُ ظَهرَ البَصرَةِ ، فَأَعذَرتُ بِالدُّعاءِ ، وأقَمتُ الحُجَّةَ ، وأقَلتُ العَثرَةَ وَالزَّلَّةَ مِن أهلِ الرَّدَّةِ مِن قُرَيشٍ وغَيرِهِم ، وَاستَتَبتُهُم عَن نَكثِهِم بَيعَتي ، وعَهدِ اللّهِ لي عَلَيهِم ، فَأَبَوا إلّا قِتالي ، وقِتالَ مَن مَعي ، وَالتَّمادِيَ فِي الغَيِّ ، فَناهَضتُهُم بِالجِهادِ .
فَقُتِلَ مَن قُتِلَ مِنهُم ، ووَلّى مَن وَلّى إلى مِصرِهِم ، فَسَأَلوني ما دَعَوتُهُم إلَيهِ مِن كَفِّ القِتالِ ، فَقَبِلتُ مِنهُم ، وغَمَدتُ السُّيوفَ عَنهُم ، وأخَذتُ بِالعَفوِ فيهِم ، وأجرَيتُ الحَقَّ وَالسُّنَّةَ بَينَهُم ، وَاستَعمَلتُ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ عَلَى البَصرَةِ ، وأنَا سائِرٌ إلَى الكوفَةِ إن شاءَ اللّهُ تَعالى .
وقَد بَعَثتُ إلَيكُم زَحرَ بنَ قَيسٍ الجُعفِيَّ لِتَسأَلوهُ فَيُخبِرَكُم عَنّا وعَنهُم ، ورَدِّهِمُ الحَقَّ عَلَينا ، ورَدِّ اللّهِ لَهُم ۱ وهُم كارِهونَ . وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَركاتُهُ . وكَتَبَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أبي رافِعٍ في جُمادَى الاُولى مِن سَنَةِ سِتٍّ وثَلاثينَ مِنَ الهِجرَةِ ۲ .
۱۰ / ۱۶
قُدومُ الإِمامِ إلَى الكوفَةِ
۲۳۰۰.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود وغيره :لَمّا قَدِمَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ مِنَ البَصرَةِ إلَى الكوفَةِ يَومَ الِاثنَينِ لِثِنتَي عَشرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وثَلاثينَ ، وقَد أعَزَّ اللّهُ نَصرَهُ ، وأظهَرَهُ عَلى عَدُوِّهِ ، ومَعَهُ أشرافُ النّاسِ وأهلُ البَصرَةِ ، استَقبَلَهُ أهلُ الكوفَةِ وفيهِم قُرّاؤُهُم وأشرافُهُم ، فَدَعَوا لَهُ بِالبَرَكَةِ وقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أينَ تَنزِلُ ؟ أ تَنزِلُ القَصرَ ؟ فَقالَ : لا ، ولكِنّي أنزِلُ الرُّحبَةَ . فَنَزَلَها