أشقاهُم يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : لا ، ولكِن إذا كانَ ذلِكَ فَاردُدها إلى مَأمَنِها ۱ .
۲۲۷۸.الأخبار الطوالـ في ذِكرِ أحداثِ ما بَعدَ حَربِ الجَمَلِ ـ: قالَ [عَلِيٌّ عليه السلام ]لِمُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ : سِر مَعَ اُختِكَ حَتّى توصِلَها إلَى المَدينَةِ ، وعَجِّلِ اللُّحوقَ بي بِالكوفَةِ . فَقالَ : أعفِني مِن ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : لا اُعفيكَ مِنهُ ، وما لَكَ بُدٌّ . فَسارَ بِها حَتّى أورَدَهَا المَدينَةَ ۲ .
۲۲۷۹.الجمل :لَمّا عَزَمَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلَى المَسيرِ إلَى الكوفَةِ أنفَذَ إلى عائِشَةَ يَأمُرُها بِالرَّحيلِ إلَى المَدينَةِ ، فَتَهَيَّأَت لِذلِكَ ، وأنفَذَ مَعَها أربَعينَ امرَأَةً ألبَسَهُنَّ العمائِمَ وَالقَلانِسَ ۳ ، وقَلَّدَهُنَّ السُّيوفَ ، وأمَرَهَنُّ أن يَحفَظنَها ، ويَكُنَّ عَن يَمينِها وشِمالِها ومِن وَرائِها .
فَجَعَلَت عائِشَةُ تَقولُ فِي الطَّريقِ : اللّهُمَّ افعَل بِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ بِما فَعَلَ بي !بَعَثَ مَعِيَ الرِّجالَ ولَم يَحفَظ بي حُرمَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَلَمّا قَدِمنَ المَدينَةَ مَعَها ألقَينَ العَمائِمَ وَالسُّيوفَ ودَخَلنَ مَعَها ، فَلَمّا رَأَتهُنَّ نَدِمَت عَلى ما فَرَّطَت بِذَمِّ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وسَبِّهِ .
وقالَت : جَزَى اللّهُ ابنَ أبي طالِبٍ خَيرا ، فَلَقَد حَفِظَ فِيَّ حُرمَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ۴ .
1.مسند ابن حنبل : ج۱۰ ص۳۴۳ ح۲۷۲۶۸ ، المعجم الكبير : ج۱ ص۳۳۲ ح۹۹۵ ، فتح الباري : ج۱۳ ص۵۵ ؛ شرح الأخبار : ج۱ ص۳۹۵ ح۳۳۵ نحوه .
2.الأخبار الطوال : ص۱۵۲ .
3.القلنسوة : تلبس في الرأس والجمع قلانس (تاج العروس : ج۸ ص۴۲۴) .
4.الجمل : ص۴۱۵ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۸ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۹ وفيه «بعث معها عليّ أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر وثلاثين رجلاً وعشرين امرأة . . .» بدل «لمّا عزم أمير المؤمنين عليه السلام على المسير . . .» ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۴۴ عن محمّد وطلحة ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۴۷ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۴۶ وكلّها نحوه وراجع تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۳ والفتوح : ج۲ ص۴۸۷ .