بِضَربَتَينِ ، فَبادَرَهُ عَمّارٌ بِضَربَةٍ فَأَرداهُ عَن فَرَسِهِ ، ثُمَّ نَزَلَ إلَيهِ عَمّارٌ سَريعا فَأَخَذَ بِرِجلِهِ وجَعَلَ يَجُرُّهُ حَتّى ألقاهُ بَينَ يَدي عَلِيٍّ رضى الله عنه .
فَقالَ عَلِيٌّ: اِضرِب عُنُقَهُ . فَقالَ عَمرٌو : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، استَبقِني حَتّى أقتُلَ لَكَ مِنهُم كَما قَتَلتُ مِنكُم . فَقالَ عَلِيٌّ : يا عَدُوَّ اللّهِ ! أبَعدَ ثَلاثَةٍ مِن خِيارِ أصحابي أستَبقيكَ ۱ ؟ ! لا كانَ ذلِكَ أبَدا . قالَ : فَادنُني حَتّى اُكَلِّمَكَ في اُذُنِكَ بِشَيءٍ . فَقالَ عَلِيٌّ : أنتَ رَجُلٌ مُتَمَرِّدٌ ، وقَد أخبَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِكُلِّ مُتَمَرِّدٍ عَلَيَّ ، وأنتَ أحَدُهُم . فَقالَ عَمرُو بنُ يَثرِبِيٍّ: أمَا وَاللّهِ لَو وَصَلتُ إلَيكَ لَقَطَعتُ اُذُنَكَ ـ أو قالَ : أنفَكَ ـ قالَ : فَقَدَّمَهُ عَلِيٌّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ۲ .
۲۲۴۲.تاريخ الطبري عن داود بن أبي هند عن شيخ من بني ضبّة :اِرتَجَزَ يَومِئِذٍ ابنُ يَثرِبِيٍّ :
أنا لِمَن أنكَرَنِي ابنُ يَثرِبيّ
قَاتِلُ عَلباءَ وهِندِ الجَمَليّ
وَابنٍ لِصوحانَ عَلى دينِ عَليّ
وقالَ : مَن يُبارِزُ ؟ فَبَرَزَ لَهُ رَجُلٌ ، فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ بَرَزَ لَهُ آخَرُ فَقَتَلَهُ . وَارتَجَزَ وقالَ :
أقتُلُهُم وقَد أرى عَلِيّا
ولَو أشا أوجَرتُه عَمرِيّا
فَبَرَزَ لَهُ عَمّارُ بُن ياسِرٍ ، وإنَّهُ لَأَضعَفُ مَن بارَزَهُ ، وإنَّ النّاسَ لَيَستَرجِعونَ حينَ قامَ عَمّارٌ ، وأنَا أقولُ لِعَمّارٍ ـ مِن ضَعفِهِ ـ : هذا وَاللّهِ لاحِقٌ بِأَصحابِهِ ! وكانَ قَضيفا ۳ ، حَمشَ ۴ السّاقَينِ ، وعَلَيهِ سَيفٌ حَمائِلُهُ تَشِفُّ عَنهُ قَريبٌ مِن إبطِهِ ، فَضَرَبَهُ ۵ ابنُ يَثرِبى ¨ٍّ
1.في المصدر : «استبقيتك» ، والصحيح ما أثبتناه كما في شرح نهج البلاغة .
2.الفتوح : ج۲ ص۴۷۷ ، شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۵۹ نحوه .
3.القَضِيف : الدقيق العظم القليل اللحم (لسان العرب : ج۹ ص۲۸۴) .
4.حَمْشُ الساقين : دقيقهما (لسان العرب : ج۶ ص۲۸۸) .
5.في المصدر : «فيضربه» ، وهو تصحيف .