223
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

۲۲۳۲.الإمامة والسياسة :اِقتَتَلَ القَومُ قِتالاً شَديدا ، فَهَزَمَت يَمَنُ البَصَرَةِ يَمَنَ عَلِيٍّ ، وهَزَمَت رَبيعَةُ البَصرَةِ رَبيعَةَ عَلِيٍّ . . . ثُمَّ تَقَدَّم عَلِيٌّ فَنَظَرَ إلى أصحابِهِ يُهزَمونَ ويُقتَلونَ ، فَلَمّا نَظَرَ إلى ذلِكَ صاحَ بِابنِهِ مُحَمَّدٍ ـ ومَعَهُ الرّايَةُ ـ : أنِ اقتَحِم ! فَأَبطَأَ وثَبَتَ ، فَأَتى عَلِيٌّ مِن خَلفِهِ فَضَرَبَهُ بَينَ كَتِفَيهِ ، وأخَذَ الرّايَةَ مِن يَدِهِ ، ثُمَّ حَمَلَ فَدَخَلَ عَسكَرَهُم ، وإنَّ المَيمَنَتَينِ وَالمَيسَرَتَينِ تَضطَرِبانِ ؛ في إحداهُما عَمّارٌ ، وفِي الاُخرى عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ ، ومُحَمَّدُ بنُ أبي بَكرٍ .
قالَ : فَشَقَّ عَلِيٌّ في عَسكَرِ القَومِ يَطعَنُ ويَقتُلُ ، ثُمَّ خَرَجَ . . . ثُمَّ أعطَى الرّايَةَ لِابنِهِ وقالَ : هكَذا فَاصنَع . فَتَقَدَّمَ مُحَمَّدٌ بِالرّايَةِ ومَعَهُ الأَنصارُ ، حَتَّى انتَهى إلَى الجَمَلِ وَالهَودَجِ وهَزَمَ ما يَليهِ ، فَاقتَتَلَ النّاسُ ذلِكَ اليَومَ قِتالاً شَديدا ، حَتّى كَانتِ الواقِعَةُ والضَّربُ عَلَى الرُّكَبِ ۱ .

۲۲۳۳.الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة :اِلتَقَينا وقَد عَجَّلَ أصحابُ الجَمَلِ وزَحَفوا عَلَينا ، فَصاحَ أبي عليه السلام : اِمضِ . فَمَضَيتُ بَينَ يَدَيهِ أقطو ۲ بِالرّايَةِ قَطوا .
وتَقَدَّمَ سَرعانَ أصحابُنا ، فَلاذَ أصحابُ الجَمَلِ ، ونَشَبَ القِتالُ ، وَاختَلَفَتِ السُّيوفُ ، وأبي بَينَ كَتِفَيَّ يَقولُ : يا بُنَيَّ تَقَدَّم ! ولَستُ أجِدُ مُتَقَدَّما ، وهُوَ يَقولُ : تَقَدَّم ، فَقُلتُ : ما أجِدُ مُتَقَدَّما إلّا عَلَى الأَسِنَّةِ ! !
فَغَضِبَ أبي عليه السلام وقالَ : أقولُ لَكَ : تَقَدَّم ، فَتَقولُ : عَلَى الأَسِنَّةِ ! ! ثِق يا بُنَيَّ ، وتَقَدَّم بَينَ يَدَيَّ عَلَى الأَسِنَّةِ ! !
وتَناوَلَ الرّايَةَ مِنّي ، وتَقَدَّمَ يُهَروِلُ بِها ، فَأَخَذَتني حِدَّةٌ ، فَلَحِقتُهُ وقُلتُ : أعطِنِي الرّايَةَ . فَقالَ لي : خُذها . وقَد عَرَفتُ ما وَصَفَ لي ۳ .

1.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۶ .

2.القَطْوُ : مقارَبة الخَطْو مع النشاط ، يقال منه : قطا في مِشيته يَقطو (لسان العرب : ج۱۵ ص۱۹۰) .

3.الجمل : ص۳۶۰ وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۱۴ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۳۹ والبداية والنهاية : فج۷ ص۲۴۳ والأخبار الطوال : ص۱۴۹ ومروج الذهب : ج۲ ص۳۷۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
222

يَمينا وشِمالاً ويَسوقُهُم أمامَهُ ، فَأَردتُ أن أجولَ فَكَرِهتُ خِلافَهُ ۱ .

۲۲۲۹.مروج الذهب :جاءَ ذُو الشَّهادَتينِ خُزَيمَةُ بنُ ثابِتٍ إلى عَلِيٍّ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لا تُنكِسِ اليَومَ رَأسَ مُحَمَّدٍ ، وَاردُد إلَيهِ الرّايَةَ ! فَدَعا بِهِ ، ورَدَّ عَلَيهِ الرّايَةَ ، وقالَ :

اِطعَنهُمُ طَعنَ أبيكَ تُحمَدِ
لا خَيرَ فِي الحَربِ إذا لَم توقَدِ

بِالمَشرَفِيِّ وَالقَنَا المُسَرَّدِ ۲

۹ / ۷

اِشتِدادُ القِتالِ

۲۲۳۰.تاريخ الطبري عن القعقاع :ما رَأَيتُ شَيئا أشبَهَ بِشَيءٍ مِن قِتالِ القَلبِ يَومَ الجَمَلِ بِقِتالِ صِفّينَ ، لَقَد رَأَيتُنا نُدافِعُهُم بِأَسِنَّتِنا ونَتَّكِئُ عَلى أزِجَّتِنا ۳ ، وهُم مِثلُ ذلِكَ ، حَتّى لَو أنَّ الرِّجالَ مَشَت عَلَيها لَاستَقَلَّت بِهِم ۴ .

۲۲۳۱.البداية والنهاية :قالَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] لِابنِهِ مُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ : وَيحَكَ ! تَقَدَّم بِالرّايَةِ . فَلَم يَستَطِع ، فَأَخَذَها عَلِيٌّ مِن يَدِهِ ، فَتَقَدَّمَ بِها ، وجَعَلَتِ الحَربُ تَأخُذُ وتُعطي ؛ فَتارَةً لِأَهلِ البَصرَةِ ، وتارَةً لِأَهلِ الكوفَةِ ، وقُتِلَ خَلقٌ كَثيرٌ وجَمٌّ غَفيرٌ، ولَم تُرَ وَقعَةٌ أكثَرَ مِن قَطعِ الأَيدي وَالأَرجُلِ فيها مِن هذِهِ الوَقعَةِ ۵ .

1.الجمل : ص۳۶۸ .

2.مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۶ ؛ وقعة الجمل لضامن بن شدقم : ص۱۴۳ وراجع شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۴۳ والمناقب للخوارزمي : ص۱۸۷ والمناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۵۵ والصراط المستقيم : ج۲ ص۲۶۷ وبحار الأنوار : ج۳۲ ص۱۷۵ وج۴۲ ص۹۹ .

3.الزُّجّ : الحديدة التي تُركّب في أسفل الرمح ، والسنان يُركّب عاليتَه والجمع أزجاج وأزِجّة (لسان العرب : ج۲ ص۲۸۵) .

4.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۳۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۴۸ وراجع العقد الفريد : ج۳ ص۳۲۵ .

5.البداية والنهاية : ج۷ ص۲۴۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25254
صفحه از 670
پرینت  ارسال به