قالَ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : فَدَنا مِنَّا القَومُ ، ورَشَقونا بِالنَّبلِ وقَتَلوا رَجُلاً ، فَالتَفَتُّ إلى أميرِ المُؤمِنينَ فَرَأَيتُهُ نائِما قَدِ استَثقَلَ نَوما ، فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، عَلى مِثلِ هذِهِ الحالِ تَنامُ ؟! قَد نَضَحونا بِالنَّبلِ وقَتَلوا مِنّا رَجُلاً وقَد هَلَكَ النّاسُ ! ! فَقالَ : لا أراكَ إلّا تَحِنُّ حَنينَ العَذراءِ ، الرّايَةُ رايَةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَخَذَها وهَزَّها ، وكانَتِ الرّيحُ في وُجوهِنا ، فَانقَلَبَت عَلَيهِم ، فَحسَرَ عَن ذِراعَيهِ وشَدَّ عَلَيهِم ، فَضَرَبَ بِسَيفِهِ حَتّى صُبِغَ كُمُّ قَبائِهِ وَانحَنى سَيفُهُ ۱ .
۲۲۲۶.الإمامة والسياسةـ في ذِكرِ عَلِيٍّ عليه السلام يَومَ الجَمَلِ ـ: فَشَقَّ عَلِيٌّ في عَسكَرِ القَومِ يَطعَنُ ويَقتُلُ ، ثُمَّ خَرَجَ وهُوَ يَقولُ : الماءَ ، الماءَ . فَأَتاهُ رَجُلٌ بِإِداوَةٍ ۲ فيها عَسَلٌ ، فَقالَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أمَّا الماءُ فَإِنَّهُ لا يَصلُحُ لَكَ في هذَا المَقامِ ، ولكن اُذَوِّقُكَ هذَا العَسَلَ . فَقالَ : هاتِ ، فَحَسا مِنهُ حُسوَةً ، ثُمَّ قالَ : إنَّ عَسَلَكَ لَطائِفِيٌّ ! قالَ الرَّجُلُ : لَعَجَبا مِنكَ ـ وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ لِمَعرِفَتِكَ الطّائِفِيَّ مِن غَيرِهِ في هذَا اليَومِ ، وقَد بَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ ! ! فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إنَّهُ وَاللّهِ يَابنَ أخي ما مَلَأَ صَدرَ عَمِّكَ شَيءٌ قَطُّ ، ولا هابَهُ شَيءٌ ۳ .
راجع : ص ۴۷۱ (طمأنينة الإمام في ساحة القتال) .
۹ / ۵
الإِمامُ يَلبَسُ الدِّرعَ البَتراءَ
۲۲۲۷.الجمل عن محمّد ابن الحنفيّة :دَعا [عَلِيٌّ عليه السلام ]بِدِرعِهِ البَتراءِ ولَم يَلبَسها بَعدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إلّا يَومَئِذٍ ، فَكانَ بَينَ كَتِفَيهِ مِنها وَهنٌ . فَجاءَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وفي يَدِهِ شِسعُ نَعلٍ ، فَقال