207
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

۸ / ۸

عاقِبَةُ الزُّبَيرِ

۲۲۱۰.الجمل عن مروان بن الحكم :هَرَبَ الزُّبَيرُ فارّا إلَى المَدينَةِ حَتّى أتى وادِيَ السِّباعِ ، فَرَفَعَ الأَحنَفُ صَوتَهُ وقالَ : ما أصنَعُ بِالزُّبَيرِ ؟ قَد لَفَّ بَينَ غارَينِ ۱ مِنَ النّاسِ حَتّى قَتَلَ بَعضُهُم بَعضا ، ثُمَّ هُوَ يُريدُ اللِّحاقَ بِأَهلِهِ !!
فَسَمِعَ ذلِكَ ابنُ جُرموزٍ فَخَرَجَ في طَلَبِهِ، وَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِن مُجاشِعٍ حَتّى لَحِقاهُ ، فَلَمّا رَآهُما الزُّبَيرُ حَذِرَهُما .
فَقالا : يا حَوارِيَّ رَسولِ اللّهِ ، أنتَ في ذِمَّتِنا لا يَصِلُ إلَيكَ أحَدٌ . وسايَرَهُ ابنُ جُرموزٍ ، فَبَينا هُوَ يَسايِرُهُ ويَستَأخِرُ ، وَالزُّبَيرُ يُفارِقُهُ ، قالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، اِنزِع دِرعَكَ فَاجعَلها عَلى فَرَسِكَ فَإِنَّها تُثقِلُكَ وتُعييكَ ، فَنَزَعَها الزُّبَيرُ وجَعَلَ عَمرُو بنُ جُرموزٍ يَنكُصُ ويَتَأَخَّرُ ، وَالزُّبَيرُ يُناديهِ أن يَلحَقَهُ وهُوَ يَجري بِفَرَسِهِ ، ثُمَّ يَنحازُ عَنهُ حَتَّى اطمَأَنَّ إلَيهِ ولَم يُنكِر تَأَخُّرَهُ عَنهُ ، فَحَمَلَ عَلَيهِ وطَعَنَهُ بَينَ كَتِفَيهِ فَأَخرَجَ السِّنانَ مِن ثَديَيهِ ، ونَزَلَ فَاحتَزَّ رَأسَهُ وجاءَ بِهِ إلَى الأَحنَفِ ، فَأَنفَذَهُ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام .
فَلَمّا رَأى رَأسَ الزُّبَيرِ وسَيفَهُ قالَ : ناوِلِني السَّيفَ ، فَناوَلَهُ ، فَهَزَّهُ وقالَ :
سَيفٌ طالَما قاتَلَ بِهِ بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ولكِنَّ الحينَ ومَصارِعَ السّوءِ !
ثُمَّ تَفَرَّسَ في وَجهِ الزُّبَيرِ وقالَ :
لَقَد كانَ لَكَ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله صُحبَةٌ ومِنهُ قَرابَةٌ ، ولكِنَّ الشَّيطانَ دَخَلَ مِنخَرَيكَ ، فَأَورَدَك هذَا المَورِدَ ! ۲

1.الغار : الجمع الكثير من الناس ، والقبيلة العظيمة (المحيط في اللغة : ج۵ ص۱۲۴) .

2.الجمل : ص۳۹۰ و ص۳۸۷ عن محمّد بن إبراهيم ؛ الطبقات الكبرى : ج۳ ص۱۱۱ عن خالد بن سمير وكلاهما نحوه وراجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۹۸ و ص۵۳۴ وأنساب الأشراف : ج۳ ص۴۹ ـ ۵۴ ومروج الذهب : ج۲ ص۳۷۲ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۳۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
206

قالَ : كَفِّر عَن يَمينِكَ ، لا تَتَحدَّث نِساءُ قُرَيشٍ أنَّكَ جَبُنتَ ، وما كُنتَ جَبانا .
فَقالَ الزُّبَيرُ : غُلامي مَكحولٌ حُرٌّ كَفّارَةً عَن يَميني . ثُمَّ أنصَلَ سِنانَ رُمحِهِ ، وحَمَلَ عَلى عَسكَرِ عَلِيٍّ عليه السلام بِرُمحٍ لا سِنانَ لَهُ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اِفرِجوا لَهُ ، فَإِنَّهُ مُحرَجٌ .
ثُمَّ عادَ إلى أصحابِهِ ، ثُمَّ حَمَلَ ثانِيَةً ، ثُمَّ ثالِثَةً ، ثُمَّ قالَ لِابنِهِ : أجُبنا وَيلَكَ تَرى ؟ !فَقالَ : لَقَد أعذَرتَ ۱ .

۲۲۰۹.تاريخ اليعقوبي :قالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ لِلزُّبَيرِ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ! اُدنُ إلَيَّ اُذَكِّرُكَ كَلاما سَمِعتُهُ أنَا وأنتَ مِن رَسولِ اللّهِ !
فَقالَ الزُّبَيرُ لِعَلِيٍّ: لِيَ الأَمانُ ؟
قالَ عَلِيٌّ : عَلَيكَ الأَمانُ ، فَبَرَزَ إلَيهِ فَذَكَّرَهُ الكَلامَ .
فَقالَ : اللّهُمَّ إنّي ما ذَكَرتُ هذا إلّا هذِهِ الساعَةَ ، وثَنى عِنانَ فَرَسِهِ لِيَنصَرِفَ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ : إلى أينَ ؟ قالَ : ذَكَّرَني عَلِيٌّ كَلاماً قالَهُ رَسولُ اللّهِ . قالَ : كَلّا ، ولكِنَّكَ رَأَيتَ سُيوفَ بَني هاشِمٍ حِدادا تَحمِلُها شِدادٌ . قالَ : وَيلَكَ ! ومِثلي يُعَيَّرُ بِالجُبنِ ؟ هَلُمَّ إلَيَّ الرُّمحَ . وأخَذَ الرُّمحَ وحَمَلَ عَلى أصحابِ عَلِيٍّ .
فَقالَ عَلِيٌّ : اِفرِجوا لِلشَّيخِ ، إنَّهُ مُحرَجٌ .
فَشَقَّ المَيمَنَةَ وَالمَيسَرَةَ وَالقَلبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ لِابنِهِ : لا اُمَّ لَكَ ! أيَفعَلُ هذا جَبانٌ ؟وَانصَرَفَ ۲ .

1.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۳۳ وراجع الأخبار الطوال : ص۱۴۷ والفصول المختارة : ص۱۴۲ والأمالي للطوسي : ص۱۳۷ ح۲۲۳ وبشارة المصطفى : ص۲۴۷ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۸۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25077
صفحه از 670
پرینت  ارسال به