۸ / ۶
اِعتِزالُ شابَّينِ مِنَ الحَربِ
۲۲۰۴.تاريخ الطبري عن القاسم بن محمّد :خَرَجَ غُلامٌ شابٌّ مِن بَني سَعدٍ إلى طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ، فَقالَ : أمّا أنتَ يا زُبَيرُ فَحَوارِيُّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأمّا أنتَ يا طَلحَةُ فَوَقَيتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِيَدِكَ ، وأرى اُمَّكُما مَعَكُما فَهَل جِئتُما بِنِسائِكُما ؟ قالا : لا ، قالَ : فَما أنَا مِنكُما في شَيءٍ ، وَاعتُزِلَ . وقال السَّعدِيُّ في ذلِكَ :
صُنتُم حَلائِلَكُم وقُدتُم اُمَّكُمُ
هذا لَعَمرُكَ قِلَّةُ الإِنصافِ
اُمِرَت بِجَرِّ ذُيولِها في بَيتِها
فَهَوَت تَشُقُّ البيدَ بِالإيجافِ ۱
غَرَضا يُقاتِلُ دونَها أبناؤُها
بِالنَّبلِ وَالخَطِّيِّ وَالأَسيافِ
هُتِكَت بِطَلحَةَ وَالزُّبَيرِ سُتورُها
هذَا المُخَبَّرُ عَنهُمُ وَالكافي
وأقبَلَ غُلامٌ مِن جُهَينَةَ عَلى مُحَمَّدِ بنِ طَلحَةَ ـ وكانَ مُحَمَّدٌ رَجُلاً عابِدا ـ فَقالَ : أخبِرني عَن قَتَلَةِ عُثمانَ !
فَقالَ : نَعَم ، دَمُ عُثمانَ ثَلاثَةُ أثلاثٍ ، ثُلُثٌ عَلى صاحِبَةِ الهَودَجِ ـ يَعني عائِشَةَ ـ وثُلُثٌ عَلى صاحِبِ الجَمَلِ الأَحمَرِ ـ يَعني طَلحَةَ ـ وثُلُثٌ عَلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ .
وضَحِكَ الغُلامُ وقالَ : أ لا أراني عَلى ضَلالٍ ؟ ! ولَحِقَ بِعَلِيٍّ ، وقالَ في ذلِكَ شِعرا :
سَأَلتُ ابنَ طَلحَةَ عَن هالِكِ
بِجَوفِ المَدينَةِ لَم يُقبَرِ
فَقالَ : ثَلاثَةُ رَهطٍ هُمُ
أماتُوا ابنَ عَفّانَ وَاستَعبَرِ
فَثُلثٌ عَلى تِلكَ في خِدرِها
وثُلثٌ عَلى راكِبِ الأَحمَرِ
وثُلثٌ عَلَى ابنِ أبي طالِبِ
ونَحنُ بِدَوِّيَّةٍ قَرقَرِ
فَقُلتُ : صَدَقتَ عَلَى الأَوَّلَي
ـنِ وأخطَأتَ فِي الثّالِثِ الأَزهَرِ ۲