فَقالَ : اللّهُ أكبَرُ، ما ينجيني مِن طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ إذ أصابا ثَأرَهُما أو يُنجيهِما ! وقَرَأَ : «مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَا فِى كِتَـبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ» ۱ ، وقالَ :
دَعا حُكَيمٌ دَعوَةَ الزِّماعِ
حَلَّ بِها مَنزِلَةَ النِّزاعِ
ولَمَّا انتَهَوا إلى ذي قارٍ انتهى إلَيهِ فيها عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ ولَيسَ في وَجهِهِ شَعَرٌ ، فَلَمّا رَآهُ عَلِيٌّ نَظَرَ إلى أصحابِهِ فَقالَ : اِنطَلَقَ هذا مِن عِندِنا وهُوَ شَيخٌ فَرَجَعَ إلَينا وهُوَ شابٌّ ! ۲
۲۱۸۵.الجمل :خَرَجَ ابنُ حُنَيفٍ حَتّى أتى أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام وهُوَ بِذي قارٍ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وقَد نَكَّلَ بِهِ القَومُ ، بَكى وقالَ : يا عُثمانُ، بَعَثتُكَ شَيخا ألحى فَرَدّوكَ أمرَدَ إلَيَّ ! اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُمُ اجتَرَؤوا عَلَيكَ وَاستَحَلّوا حُرُماتِكَ ، اللّهُمَّ اقتُلهُم بِمَن قَتَلوا مِن شيعَتي ، وعَجِّل لَهُمُ النَّقمَةَ بِما صَنَعوا بِخَليفَتي ۳ .
۷ / ۴
اِتِّباعُ الحَقِّ عِندَ قِيامِ الحَقِّ
۲۱۸۶.نهج البلاغة :مِن كَلامِهِ عليه السلام في وُجوبِ اتِّباعِ الحَقِّ عِندَ قِيامِ الحُجَّةِ كَلَّمَ بِهِ بَعضَ العَرَبِ ، وقَد أرسَلَهُ قَومٌ مِن أهلِ البَصرَةِ لَمّا قَرُبَ عليه السلام مِنها لِيَعلَمَ لَهُم مِنهُ حَقيقَةَ حالِهِ مَع أصحابِ الجَمَلِ لِتَزولَ الشُّبهَةُ مِن نُفوسِهِم ، فَبَيَّنَ لَهُ عليه السلام مِن أمرِهِ مَعَهُم ما عَلِمَ بِهِ أنَّه