خَطيبا فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
يا أهلَ الكوفَةِ ! إنَّكُم مِن أكرَمِ المُسلِمينَ وأقصَدِهِم تَقويما ، وأعدَلِهِم سُنَّةً ، وأفضَلِهِم سَهما فِي الإِسلامِ ، وأجوَدِهِم فِي العَرَبِ مُرَكَّبا ۱ ونِصابا ۲ ، أنتُم أشَدُّ العَرَبِ وُدّا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ولِأَهلِ بَيتِهِ ، وإنَّما جِئتُكُم ثِقَةً ـ بَعدَ اللّهِ ـ بِكُم لِلَّذي بَذَلتُم مِن أنفُسِكُم عِندَ نَقضِ طَلحَةَ والزُّبَيرِ وخَلعِهِما طاعَتي ، وإقبالِهِما بِعائِشَةَ لِلفِتنَةِ ، وإخراجِهِما إيّاها مِن بَيتِها حَتّى أقدَماهَا البَصرَةَ ، فَاستَغوَوا طَغامَها وغَوغاءَها ، مَعَ أنَّهّ قَد بَلَغَني أنَّ أهل الفَضلِ مِنهُم وخِيارَهُم فِي الدّينِ قَدِ اعتَزَلوا وكَرِهوا ما صَنَعَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ .
ثُمَّ سَكَتَ ، فَقالَ أهلُ الكوفَةِ : نَحنُ أنصارُكَ وأعوانُكَ عَلى عَدُوِّكَ ، ولَو دَعَوتَنا إلى أضعافِهِم مِنَ النّاسِ احتَسَبنا في ذلِكَ الخَيرَ ورَجَوناهُ ۳ .
۷ / ۳
قُدومُ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ
۲۱۸۴.تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة :لَمّا نَزَلَ عَلِيٌّ الثَّعلَبِيَّةَ ۴ أتاهُ الَّذي لَقِيَ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ وحَرَسُهُ ، فَقامَ وأخبَرَ القَومَ الخَبَرَ وقالَ : اللّهُمَّ عافِني مِمّا ابتَلَيتَ بِهِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ مِن قَتلِ المُسلَمينَ وسَلِّمنا مِنهُم أجمَعينَ .
ولَمَّا انتَهى إلَى الاسادِ ۵ أتاهُ ما لَقِيَ حُكَيمُ بنُ جَبَلَةَ وقَتَلَةُ عُثمانَ بنِ عَفّانٍ ،
1.المُرَكَّب : الأصل والمنبت ؛ تقول : فلانٌ كريم المُرَكّب ؛ أي كريم أصل منصبه في قومه (لسان العرب : ج۱ ص۴۳۲) .
2.نصاب كلُّ شيء أصله (لسان العرب : ج۱ ص۷۶۱) .
3.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۹ ، الجمل : ص۲۶۶ نحوه .
4.الثَّعْلَبيَّة : من منازل طريق مكّة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية (معجم البلدان : ج۲ ص۷۸) .
5.كذا في المصدر ، ولعلّ الصحيح «الأَساوِد» : وهو اسم ماء على يسار الطريق للقاصد إلى مكّة من الكوفة (معجم البلدان : ج۱ ص۱۷۱) .