167
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

بِنَفسي . قالَ حُكَيمٌ : أمَا وَاللّهِ إن دَخَلوا عَلَيكَ هذَا المِصرَ لَيَنتَقِلَنَّ قُلوبُ كَثيرٍ مِنَ النّاسِ إلَيهِم ، ولَيُزيلُنَّكَ عَن مَجلِسِكَ هذا، وأنتَ أعلَمُ . فَأبى عَلَيهِ عُثمانُ ۱ .

۶ / ۳

حَصرُ دارِ الإِمارَةِ وَالقِتالُ حَولَها

۲۱۶۳.أنساب الأشراف :ونادى عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ فِي النّاسِ فَتَسَلَّحوا ، وأقبَلَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ وعائِشَةُ حَتّى دَخَلُوا المِربَدَ مِمّا يَلي بَني سُلَيمٍ ، وجاءَ أهلُ البَصرَةِ مَعَ عُثمانَ رُكبانا ومُشاةً ، وخَطَبَ طَلحَةُ فَقالَ : إنَّ عُثمانَ بنَ عَفّانَ كانَ مِن أهلِ السّابِقَةِ وَالفَضيلَةِ مِنَ المُهاجِرينَ الأَوَّلينَ ، وأحدَثَ أحداثاً نَقَمناها عَلَيهِ ، فَبايَنّاهُ ونافَرناهُ ، ثُمَّ أعتَبَ حينَ استَعتَبناهُ ، فَعَدا عَلَيهِ امرُؤٌ ابتَزَّ هذِهِ الاُمَّةَ أمرَها بِغَيرِ رِضىً ولا مَشورَةٍ ، فَقَتَلَهُ ، وساعَدَهُ عَلى ذلِكَ رِجالٌ غَيرُ أبرارٍ ولا أتقِياءَ ، فَقَتلوهُ بَريئاً تائِباً مُسلِماً ، فَنَحنُ نَدعوكُم إلَى الطَّلَبِ بِدَمِهِ ؛ فَإِنَّهُ الخَليفَةُ المَظلومُ . وتَكَلَّمَ الزُّبَيرُ بِنَحوٍ مِن هذَا الكَلامِ .
فَاختَلَفَ النّاسُ؛ فَقالَ قائِلونَ : نَطَقا بِالحَقِّ ، وقالَ آخَرونَ : كَذِبا ولَهُما كانا أشَدَّ النّاسِ عَلى عُثمانَ ! ! وَارتَفَعَتِ الأَصواتُ .
واُتِيَ بِعائِشَةَ عَلى جَمَلِها في هَودَجِها فَقالَت : صَهٍ صَهٍ ۲ ، فَخَطَبَت بِلِسانٍ ذَلقٍ وصَوتٍ جَهوَرِيٍّ، فأَسكَتَ ۳ لَهَا النّاسُ فَقالَت : إنَّ عُثمانَ خَليفَتَكُم قُتِلَ مَظلوماً بَعدَ أن تابَ إلى رَبِّهِ ، وخَرَجَ مِن ذَنبِهِ ، وَاللّهِ مابَلَغَ مِن فِعلِهِ ما يُستَحَلُّ بِهِ دَمُهُ ؛ فَيَنبَغي فِي الحَقِّ أن يُؤخَذَ قَتَلَتُهُ فَيُقتَلوا بِهِ ، ويُجعَلَ الأَمرُ شورى .

1.شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۳۱۱ ؛ الدرجات الرفيعة : ص۳۸۱ .

2.هي كلمة زجر تقال عند الإسكات ، بمعنى اسكت (النهاية : ج۳ ص۶۳) .

3.أسكت : أي أعرض ولم يتكلّم . يقال : تكلّم الرجل ثمّ سكت بغير ألف ، فإذا انقطع كلامه فلم يتكلّم قيل : اسكت (النهاية : ج۲ ص۳۸۳) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
166

۶/ ۲

مُخالَفَةُ الوالي مُنابَذَةَ النّاكِثينَ

۲۱۶۲.شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس:إنَّ الزُّبَيرَ وطَلحَةَ أغَذَّ ۱ السَّيرَ بِعائِشَةَ حَتَّى انتَهَوا إلى حَفَرِ أبي موسَى الأَشعَرِيِّ وهُوَ قَريبٌ مِنَ البَصرَةِ ، وكَتَبا إلى عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ الأَنصارِيِّ ـ وهُوَ عامِلُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلَى البَصرَةِ ـ أن أخلِ لَنا دارَ الإِمارَةِ ، فَلَمّا وَصَلَ كِتابُهُما إلَيهِ بَعَثَ [إلَى] ۲ الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ فَقالَ لَهُ : إنَّ هؤُلاءِ القَومَ قَدِموا عَلَينا ومَعَهُم زَوجَةُ رَسولِ اللّهِ ، وَالنّاسُ إلَيها سِراعٌ كَما تَرى .
فَقالَ الأَحنَفُ : إنَّهُم جاؤوكَ بِها لِلطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ ، وهُمُ الَّذينَ ألَّبوا عَلى عُثمانَ النّاسَ ، وسَفَكوا دَمَهُ ، وأراهُم وَاللّهِ لا يُزايِلونَ ۳ حَتّى يُلقُوا العَداوَةَ بَينَنا ويَسفِكوا دِماءَنا ، وأظُنُّهُم وَاللّهِ سَيَركَبونَ مِنكَخاصَّةً ما لا قِبَل لَكَ بِهِ إن لَم تَتَأَهَّب لَهُم بِالنُّهوضِ إلَيهِم فيمَن مَعَكَ مِن أهلِ البَصرَةِ ؛ فَإِنَّكَ اليَومَ الوالي عَلَيهِم ، وأنتَ فيهِم مُطاعٌ ، فَسِر إلَيهِم بِالنّاسِ ، وبادِرهُم قَبلَ أن يَكونوا مَعَكَ في دارٍ واحِدَةٍ ؛ فَيَكونَ النّاسُ لَهُم أطوعَ مِنهُم لَكَ .
فَقالَ عُثمانُ بنُ حُنَيفٍ : الرَّأيُ ما رَأَيتَ ، لكِنَّني أكرَهُ الشَّرَّ وأن أبدَأَهُم بِهِ ، وأرجُو العافِيَةَ وَالسَّلامَةَ إلى أن يَأتِيَني كِتابُ أميرِ المُؤمِنينَ ورَأيُهُ فَأَعمَلَ بِهِ .
ثُمَّ أتاهُ بَعدَ الأَحنَفِ حُكَيمُ بنُ جَبَلَةَ العَبدِيُّ مِن بَني عَمرِو بنِ وَديعَةَ ، فَأَقرَأَهُ كِتابَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ، فَقالَ لَهُ مِثلَ قَولِ الأَحنَفِ ، وأجابَهُ عُثمانُ بِمِثلِ جَوابِهِ لِلأَحنَفِ ، فَقالَ لَهُ حُكَيمٌ : فَائذَن لي حَتّى أسيرَ إلَيهِم بِالنّاسِ ، فَإِن دَخَلوا في طاعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ وإلّا نابَذتُهُم عَلى سَواءٍ ، فَقالَ عُثمانُ : لَو كانَ ذلِكَ رَأيي لَسِرتُ إلَيهِم

1.أغذّ : إذا أسرع في السَّير (النهاية : ج ۳ ص ۳۴۷) .

2.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأثبتناه من الدرجات الرفيعة .

3.زايلوهم : أي فارقوهم في الأفعال التي لاتُرضي اللّه ورسوله (النهاية : ج۲ ص۳۲۵) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25143
صفحه از 670
پرینت  ارسال به