وقد استطاع في عهد عثمان ، وفي ذروة هيمنة الخليفة أن يسيطر على الكوفة ويُثير أهلها ضدّ عثمان . وفي ضوء ذلك يكون الاحتمال الأقوى هو أنّ الأشتر كان الموفد الأخير ، وأنّه سار إلى هناك لحسم الاُمور .
أمّا الرواية التي أشارت إلى أنّه كان أوّل المبعوثين ، وأنّه قد فشل في مهمّته فهي رواية سيف بن عمر الذي يلاحظ بوضوح عداؤه الصريح للأشتر في مواضع لاحصر لها من كتاب تاريخ الطبري .
وذكرت مصادر اُخرى أنّ الأشتر نفسه أعرب عن رغبته في المسير إلى الكوفة ۱ . لأنّ أبا موسى كان واليا لعثمان على الكوفة ، وأنّ الإمام قد رام عزله ولكنّه أبقاه في منصبه هذا نزولاً عند رغبة مالك الأشتر . وقد يُفهم أنّ عمله هذا قد جاء رغبة منه في التكفير عن خطئه الأوّل .
نُكتَةٌ جَديرَةٌ بِالمُلاحَظَةِ :
ذكرت بعض المصادر أسماء اُخرى لمبعوثي الإمام عليه السلام ممّا نستريب بصحته ، وهم كالآتي :
أ : عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ
ورد اسم عبد اللّه بن عبّاس بصفته مبعوثا آخر للإمام عليّ عليه السلام إلى الكوفة ، إلّا أنّه لم ترد أيّة تفاصيل عن دوره هناك . ولكن من المستبعد أن يذهب ابن عبّاس مبعوثا لأمير المؤمنين عليه السلام إلى الكوفة ولا تأتي المصادر التاريخيّة على ذكر كلامه ؛ فالرجل كان معروفا بقوّة الاستدلال ورصانة المنطق .
بيد أنّ بعض المصادر أشارت إلى مرافقة ابن عبّاس لمحمّد بن أبى بكر ، فيما