وقع فيهما مئات القتلى ، ولا شكّ أنّ عائشة هي المخطئة لأسباب كثيرة وأدلّة واضحة ، ومنها : ندمها على خروجها ، وذلك هو اللائق بفضلها وكمالها ، وذلك ممّا يدلّ على أنّ خطأها من الخطأ المغفور ، بل المأجور ! ! ۱
أقول : إنّنا نقلنا هذا الكلام للاستدلال على اتّفاق الشيعة والسنّة على خطأ عائشة في إشعال معركة الجمل ، بحيث إنّ شخصا مثل الألباني قبل بهذا الأمر وسلّم به ! ولا يخفى ما في تبريراتِهِ لهذا الخطأ من قبل عائشة .
۳ / ۱۲
مُناقَشاتُ عَائِشَةَ وسَعيدٍ
۲۱۲۵.الإمامة والسياسة :لَمّا نَزَلَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ وعائِشَةُ بِأَوطاسٍ مِن أرضِ خَيبَرَ ، أقبَلَ عَلَيهِم سَعيدُ بنُ العاصي عَلى نَجيبٍ ۲ لَهُ ، فَأَشرَفَ عَلَى النّاسِ ومَعَهُ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ ، فَنَزَلَ وتَوَكَّأَ عَلى قَوسٍ لَهُ سَوداءَ ، فَأَتى عائِشَةَ .
فَقالَ لَها : أينَ تُريدينَ يا اُمَّ المُؤمِنينَ ؟ قالَت : اُريدُ البَصرَةَ .
قال : وما تَصنَعينَ بِالبَصرَةِ ؟ قالَت : أطلُبُ بِدَمِ عُثمانَ .
قالَ : فَهؤُلاءِ قَتَلَةُ عُثمانَ مَعَكِ !
ثُمَّ أقبَلَ عَلى مَروانَ فَقالَ لَهُ : وأَنتَ أينَ تُريدُ أيضا ؟ قالَ : البَصرَةَ .
قالَ : وما تَصنَعُ بِها ؟ قالَ : أطلُبُ قَتَلَةَ عُثمانَ .
قالَ : فَهؤُلاءِ قَتَلَةُ عُثمانَ مَعَكَ ! إنّ هذَينِ الرَّجُلَينِ قَتَلا عُثمانَ «طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ» ، وهُما يُريدانِ الأَمرَ لِأَنفُسِهِما ، فَلَمّا غَلَبا عَلَيهِ قالا : نَغسِلُ الدَّمَ بِالدَّمِ ، وَالحَوبَة