۲۱۱۱.الفتوح :شاوَروا فِي المَسيرِ فَقالَ الزُّبَيرُ : عَلَيكُم بِالشّامِ ! فيهَا الرِّجالُ والأَموالُ ، وبِها مُعاوِيَةُ ؛ وهُوَ عَدُوٌّ لِعَلِيٍّ .
فَقالَ الوَليدُ بنُ عُقبَةَ : لا وَاللّهِ ما في أيديكُم مِنَ الشّامِ قَليلٌ ولا كَثيرٌ ! وذلِكَ أنَّ عُثمانَ بنَ عَفّانٍ قَد كانَ استَعانَ بِمُعاوِيَةَ لِيَنصُرَهُ وقَد حوصِرَ ، فَلَم يَفعَل وتَرَبَّصَ حَتّى قُتِلَ ، لِذلِكَ يَتَخَلَّصُ لَهُ الشّامُ ، أفَتَطمَعُ أن يُسَلِّمَها ۱ إلَيكُم ؟ مَهلاً عَن ذِكرِ الشّامِ وعَلَيكُم بِغَيرِها ۲ .
۲۱۱۲.تاريخ الطبري :ثُمَّ ظَهَرا ـ يَعني طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ ـ إلى مَكَّةَ بَعدَ قَتلِ عُثمانَ بِأَربَعَةِ أشهُرٍ وَابنُ عامِرٍ بِها يَجُرُّ الدُّنيا ، وقَدِمَ يَعلَى بنُ اُمَيَّةَ مَعَهُ بِمالٍ كَثيرٍ ، وزِيادَةٍ عَلى أربَعِمِئَةِ بَعيرٍ ، فَاجتَمَعوا في بَيتِ عائِشَةَ ، فَأَرادُوا الرَّأيَ ، فَقالوا : نَسيرُ إلى عَلِيٍّ فَنُقاتِلُهُ .
فَقالَ بَعضُهُم : لَيسَ لَكُم طاقَةٌ بِأَهلِ المَدينَةِ ، ولكِنّا نَسيرُ حَتّى نَدخُلَ البَصرَةَ وَالكوفَةَ ، ولِطَلحَةَ بِالكوفَةِ شيعَةٌ وهَوىً ، ولِلزُّبَيرِ بِالبَصرَةِ هَوىً ومَعونَةٌ .
فَاجتَمَعَ رَأيُهُم عَلى أن يَسيروا إلَى البَصرَةِ وإلَى الكوفَةِ . فَأَعطاهُم عَبدُ اللّهِ بنُ عامِرٍ مالاً كَثيرا وإِ بِلاً ، فَخَرَجوا في سَبعِمِئَةِ رَجُلٍ مِن أهلِ المَدينَةِ ومَكَّةَ ، ولَحِقَهُمُ النّاسُ حَتّى كانوا ثَلاثَةَ آلافِ رَجُلٍ ۳ .