ـ ثُمَّ قالَ عليه السلام : ـ رَحِمَ اللّهُ رَجُلاً رَأى حَقّا فَأَعانَ عَلَيهِ ، أو رَأى جَورا فَرَدَّهُ ، وكانَ عَونا بِالحَقِّ عَلى صاحِبِهِ ۱ .
۳ / ۴
خُروجُ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ إلى مَكَّةَ
في أعقاب عدّة أيّام من المداولات التي أجراها طلحة والزبير مع الإمام في سبيل الحصول على بعض المناصب الحكوميّة ۲ ، وكسب الامتيازات الاقتصاديّة ، ولم تتمخّض هذه المباحثات إلّا عن رفضه الانصياع لمطاليبهم ، تناهى إليهم خبر إعلان عائشة في مكّة عن معارضتها للإمام ، والبراءة من قتلة عثمان . ومن جهة اُخرى فقد فرّ بعض عمّال عثمان برفقة الأموال التي نهبوها من بيت المال إلى مكّة خوفا من حساب الإمام لهم .
وهكذا فقد عزم كلّ من طلحة والزبير على الذهاب إلى مكّة ، والإعلان عن معارضتهما لحكومة الإمام من هناك . فجاءاه وهما يضمران هذه النيّة .
۲۱۰۵.الجمل :فَلَمّا دَخَلا [ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ] عَلَيهِ قالا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! قَد جِئناكَ نَستَأذِنُكَ لِلخُروجِ فِي العُمرَةِ . فَلَم يَأذَن لَهُما .
فَقالا : نَحنُ بَعيدُو العَهدِ بِها ، اِئذَن لَنا فيها .
فَقالَ لَهُما : وَاللّهِ، ما تُريدانِ العُمرَةَ، ولكِنَّكُما تُريدانِ الغُدرَةَ ! وإِنَّما تُريدانِ البَصرَةَ !
فَقالا : اللّهُمَّ غَفرا ، ما نُريدُ إلَا العُمرَةَ .