643
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

فَقالَ : لا اُقاتِلُهُم حَتّى يُقاتِلوني ، وسَيَفعَلونَ ۱ .

۲۶۷۸.تاريخ الطبري عن عمارة بن ربيعةـ في ذِكرِ الخَوارِجِ ـ: بَعَثَ عَلِيٌّ زِيادَ ابنَ النَّضرِ إلَيهِم فَقالَ : اُنظُر بِأَيِّ رُؤوسِهِم هُم أشَدُّ إطافَةً . فَنَظَرَ ، فَأَخبَرَهُ أنَّهُ لَم يَرَهُم عِندَ رَجُلٍ أكثَرَ مِنهُم عِندَ يَزيدَ بنَ قَيسٍ .
فَخَرَجَ عَلِيٌّ فِي النّاسِ حَتّى دَخَلَ إلَيهِم ، فَأَتى فُسطاطَ يَزيدَ بنِ قَيسٍ ، فَدَخَلَهُ فَتَوَضَّأَ فيهِ ، وصَلّى رَكعَتَينِ ، وأمَّرَهُ عَلى أصبَهانَ ۲ وَالرَّيِّ ۳ . ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى انتَهى إلَيهِم وهُم يخُاصِمونَ ابنَ عَبّاسٍ ، فَقالَ : اِنتَهِ عَن كَلامِهِم ، أ لَم أنهَكَ رَحِمَكَ اللّهُ ! ثُمَّ تَكَلَّمَ فَحَمِدَ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ مَن أفلَجَ فيهِ كانَ أولى بِالفُلجِ يَومَ القِيامَةِ ، ومَن نَطَقَ فيهِ وأوعَثَ ۴ فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعمى وأضَلُّ سَبيلاً . ثُمَّ قالَ لَهُم : مَن زَعيمُكُم ؟
قالوا : ابِنُ الكَوّاءِ .
قالَ عَلِيٌّ : فَما أخرَجَكُم عَلَينا ؟
قالوا : حُكومَتُكُم يَومَ صِفّينَ .
قالَ : أنشُدُكُم بِاللّهِ ، أ تَعلَمونَ أنَّهُم حَيثُ رَفَعُوا المَصاحِفَ ، فَقُلتُم : نُجيبُهُم إلى كِتابِ اللّهِ ، قُلتُ لَكُم : إنّي أعلَمُ بِالقَومِ مِنكُم ، إنَّهُم لَيسوا بِأَصحابِ دينٍ ولا قُرآنٍ،

1.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۳۰ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۷۸ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۵۳ وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۳۰ .

2.إصبهان : هي مركز محافظة اصفهان ، وتعدّ واحدة من المدن الكبيرة والقديمة في إيران ، تقع هذه المدينة على بعد ۴۰۰ كيلو متر من جنوب طهران . وكانت عاصمة إيران إبّان العهد الصفوي .

3.الرّي : واحدة من المدن الإيرانية القديمة ، وتعدّ الآن إحدى مناطق مدينة طهران ، وكان لها في السابق مكانة متميّزة ، وقد تخرّج منها عدد وفير من العلماء الأفاضل .

4.أوعثَ فلان : إذا خلّطَ ، والوعث : فساد الأمر واختلاطه (لسان العرب : ج۲ ص۲۰۲) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
642

۲۶۷۷.الكامل للمبرّدـ في ذِكرِ الخَوارِجِ ـ: يُروى أنَّ عَلِيّا في أوَّلِ خُروجِ القَومِ عَلَيهِ دَعا صَعصَعَةَ بنَ صوحانَ العَبدِيَّ ـ وقَد كانَ وَجَّهَهُ إلَيهِم ـ وزِيادَ بنَ النَّضرِ الحارِثِيَّ مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ ، فَقالَ لِصَعصَعَةَ : بِأَيِّ القَومِ رَأَيتَهُم أشَدَّ إطافَةً ؟
فَقالَ : بِيَزيدَ بنِ قَيسٍ الأَرحَبِيِّ .
فَرَكِبَ عَلِيٌّ إلَيهِم إلى حَرَوراءَ ، فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُم حَتّى صارَ إلى مَضرِبِ يَزيدَ بنِ قَيسٍ ، فَصَلّى فيهِ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّكَأَ عَلى قَوسِهِ ، وأقبَلَ عَلَى النّاسِ ، ثُمَّ قالَ : هذا مَقامٌ مَن فَلَجَ فيهِ فَلَجَ يَومَ القِيامَةِ ، أنشُدُكُمُ اللّهَ ، أعَلِمتُم أحَدا مِنكُم كانَ أكرَهُ لِلحُكومَةِ مِنّي ؟
قالوا : اللّهُمَّ لا .
قال : أ فَعَلِمتُم أنَّكُم أكرَهتُموني حَتّى قَبِلتُها ؟
قالوا : اللّهُمَّ نَعَم .
قالَ : فَعَلامَ خالَفتُموني ونابَذتُموني ؟
قالوا : إنّا أتَينا ذَنبا عَظيما ، فَتُبنا إلَى اللّهِ ، فَتُب إلَى اللّهِ مِنهُ وَاستَغفِرهُ نَعُد لَكَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : إنّي أستَغفِرُ اللّهَ مِن كُلِّ ذَنبٍ . فَرَجَعوا مَعَهُ ، وهُم سِتَّةُ آلافٍ . فَلَمَّا استَقَرّوا بِالكوفَةِ أشاعوا أنَّ عَلِيّا رَجَعَ عَنِ التَّحكيمِ ورَآهُ ضَلالاً ، وقالوا : إنَّما يَنتَظِرُ أميرُ المُؤمِنينَ أن يَسمَنَ الكُراعُ ، ويُجبَى المالُ ، فَيَنهَضَ إلَى الشّامِ .
فَأَتَى الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ عَلِيّا فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ النّاسَ قَد تَحَدَّثوا أنَّكَ رَأَيتَ الحُكومَةَ ضَلالاً ، والإِقامَةَ عَلَيها كُفرا !
فَخَطَبَ عَلِيٌّ النّاسَ فَقالَ : مَن زَعَمَ أنّي رَجَعتُ عَنِ الحُكومَةِ فَقَد كَذَبَ ، ومَن رَآها ضَلالاً فَهُوَ أضَلُّ . فَخَرَجَتِ الخَوارِجُ مِنَ المَسجِدِ ، فَحَكَّمَت ، فَقيلَ لِعَلِيٍّ : إنَّهُم خارِجونَ عَلَيكَ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25435
صفحه از 670
پرینت  ارسال به