رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أخطَأَ في تَحكيمِ سَعدٍ في بَني قُرَيظَةَ ؟ ! وأيُّهُم عِندَكُم أوجَبُ أن يُحكَمَ فيهِ : أمرُ ما بَينَ رَجُلٍ وبَينَ امرَأَتِهِ ، أو جزاءُ صَيدٍ يُصيبُهُ مُحرِمٌ ، أوِ الحُكمُ في اُمَّةٍ قَدِ اختَلَفَت وقَتَلَ بَعضُها بَعضا ؛ لِيَرجِعَ مِنها إلى حُكمِ الكِتابِ مَن خالَفَهُ ، فَتُحقَنَ دِماءُ الاُمَّةِ ويُلَمَّ شَعَثُها ؟
فَقالَ لَهُمُ ابنُ الكَوّاءِ : دَعوا ما يَقولُ هذا وأصحابُهُ ، وأقبِلوا عَلى ما أنتُم عَلَيهِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد أخبَرَ أنَّ هؤُلاءِ قَومٌ خَصِمونَ ۱ .
۳ / ۴
خُروجُ الإِمامِ إلى حَرَوراءَ وتَوبَةُ جَماعَةٍ مِنَ الخَوارِجِ
۲۶۷۵.الفتوحـ بَعدَ ذِكرِ رُجوعِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ مِن حَرَوراءَ وإخبارِهِ الإِمامَ بِما جَرى بَينَهُ وبَينَ الخَوارِجِ ـ: رَكِبَ عَلِيٌّ إلَى القَومِ في مِئَةِ رَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، حَتّى وافاهُم بِحَرَوراءَ ، فَلَمّا بَلَغَ ذلِكَ الخَوارِجَ رَكِبَ عَبدُ اللّهِ بنُ الكَوّاءِ في مِئَةِ رَجُلٍ مِن أصحابِهِ حَتّى واقَفَهُ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَابنَ الكَوّاءِ إنَّ الكَلامَ كَثيرٌ ، ابرُز إلَيَّ مِن أصحابِكَ حَتّى أُكَلِّمَكَ . قالَ ابنُ الكَوّاءِ : وأنَا آمِنٌ مِن سَيفِكَ .
قالَ عَلِيٌّ : نَعَم ، وأنتَ آمِنٌ مِن سَيفي .
قالَ : فَخَرَجَ ابنُ الكَوّاءِ في عَشَرَةٍ مِن أصحابِهِ ودَنَوا مِن عَلِيٍّ رضى الله عنه . قالَ : وذَهَبَ ابنُ الكَوّاءِ لِيَتَكَلَّمَ فَصاحَ بِهِ رَجُلٌ مِن أصحابِ عَلِيٍّ وقالَ : اُسكُت ؛ حَتّى يَتَكَلَّمَ مَن هُوَ أحَقُّ بِالكَلامِ مِنكَ .
قالَ : فَسَكَتَ ابنُ الكَوّاءِ ، وتَكَلَّمَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، فَذَكَرَ الحَربَ الَّذي كان