فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : لَو كُنتَ مُحِقّا كانَ فِي المَوتِ عَلَى الحَقِّ تَعزِيَةٌ عَنِ الدُّنيا ، إنَّ الشَّيطانَ قَد استَهواكُم ، فَاتَّقُوا اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ، إنَّهُ لا خَيرَ لَكُم في دُنيا تُقاتِلونَ عَلَيها .
فَخَرَجا مِن عِندِهِ يُحَكِّمانِ ۱ .
۳ / ۳
إشخاصُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ إليهِم
۲۶۶۸.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن وَصِيَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ لَمّا بَعَثَهُ لِلاِحتِجاجِ عَلَى الخَوارِجِ ـ: لا تُخاصِمهُم بِالقُرآنِ ؛ فَإِنَّ القُرآنَ حَمّالٌ ذو وُجوهٍ ؛ تَقولُ ويَقولونَ ، ولكِن حاجِجهُم بِالسُّنَّةِ ، فَإِنَّهُم لَن يَجِدوا عَنها مَحيصا ۲ .
۲۶۶۹.الفتوحـ في ذِكرِ ابتِداءِ أخبارِ الخَوارِجِ مِنَ الشُّراةِ وخُروجِهِم عَلى عَلِيٍّ عليه السلام ـ: بَينا عَلِيٌّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ مُقيمٌ بِالكوفَةِ يَنتَظِرُ انقِضاءَ المُدَّةِ الّتي كانَت بَينَهُ وبَينَ مُعاوِيَةَ ثُمَّ يَرجِعُ إلى مُحارَبَةِ أهلِ الشّامِ ، إذ تَحَرَّكَت طائِفَةٌ مِن خاصَّةِ أصحابِهِ في أربَعَةِ آلافِ فارِسٍ ، وهُم مِنَ النُّسّاكِ العُبّادِ أصحابِ البَرانِسِ ، فَخَرَجوا عَنِ الكوفَةِ وتَحَزَّبوا ، وخالَفوا عَلِيّا كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ وقالوا : لا حُكمَ إلّا للّهِِ ، ولا طاعَةَ لِمَن عَصَى اللّهَ .
قالَ : وَانحازَ إلَيهِم نَيِّفٌ عَن ثَمانِيَةِ آلافِ رَجُلٍ مِمَّن يَرى رَأيَهُم . قالَ : فَصارَ القَومُ فِي اثنَي عَشَرَ ألفا ، وساروا حَتّى نَزَلوا بِحَرَوراءَ ، وأمَّروا عَلَيهِم عَبدَ اللّهِ بنَ الكَوّاءِ .
قالَ : فَدَعا عَلِيٌّ رضى الله عنه بِعَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ ، فَأَرسَلَهُ إلَيهِم ، وقالَ : يَابنَ عَبّاسٍ امضِ إلى هؤُلاءِ القَومِ فَانظُر ما هُم عَلَيهِ ، ولِماذَا اجتَمَعوا .