615
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

جواب النبيّ صلى الله عليه و آله له ۱ . أمره عمر بن الخطّاب بقمع التمرّد الذي قام به الهرمزان في خوزستان ، فنجح في مهمّته ۲ . وشارك في الثورة على عثمان . وهمّ أصحاب الجمل بقتله ، لكنّه استطاع الفرار من أيديهم ۳ .
كان في عداد أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أيّام خلافته ، لكنّه انخدع بمكيدة عمرو بن العاص في صفّين ، ووقف بوجه الإمام عليه السلام ، وقام بدور مهمّ في فرض التحكيم ، بما كان يحمله من أرضيّة فكريّة وروحيّة منحرفة كما أشرنا إلى ذلك سلفا .
وكان عنصرا مؤثّرا أيضا في تنظيم الخوارج لحرب الإمام عليه السلام .
كما كان متشدّدا في عدائه له وحقده عليه ۴ . وهو وإن رفض الإمارة على أصحاب النهروان ، لكنّه كان على رجّالتهم في تلك المعركة ۵ . ثمّ قتله الإمام عليه السلام فيها ۶ . وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد أخبر بهلاكه في النهروان ، وعن كيفيّة ذلك . وبعد معركة النهروان قال الإمام عليه السلام : اُطلُبوهُ ، فَلَم يَجِدوهُ ، فَقالَ عليه السلام مُؤَكِّدا : اِرجِعوا ، فَوَاللّهِ ما كَذَبتُ ولا كُذِّبتُ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا ثُمَّ وَجَدوهُ في خَرِبَةٍ ۷ .
فهذا التأكيد دليل على حقّانيّة الإمام عليه السلام من جهة ، وعلى انحراف الخوارج وضلالهم الثابت من جهة اُخرى ، وهو خطوة لتثبيت قلوب أصحاب الإمام عليه السلام الذين

1.صحيح البخاري : ج۳ ص۱۳۲۱ ح۳۴۱۴ ، صحيح مسلم : ج۲ ص۷۴۴ ح۱۴۸ .

2.اُسد الغابة : ج۱ ص۷۱۴ الرقم۱۱۲۷ ، الإصابة : ج۲ ص۴۴ الرقم۱۶۶۶ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۷۶ .

3.تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۷۲ .

4.تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۲ .

5.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۵ ، الأخبار الطوال : ص۲۱۰ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۸۹ .

6.كشف الغمّة : ج۱ ص۲۶۶ ؛ الفتوح : ج۴ ص۲۷۳ .

7.صحيح مسلم : ج۲ ص۷۴۹ ح۱۵۷ ، تاريخ بغداد : ج۱۰ ص۳۰۵ الرقم۵۴۵۳ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۹۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
614

۱ / ۷

هُوِيَّةُ رُؤَسائِهِم

انبثق الخوارج من قلب فئة كانت تسكن الكوفة وتعرف باسم «القراء». وجاءت نشأتهم في ظل مشاعر جيّاشة استفحلت في الأيّام الأخيرة من معركة صفّين، ولم تأتِ من نوازع قائمة على التفكير والتعقّل. كان زمام قيادتهم العسكريّة بيد شبث بن ربعي، فيما كان زمام زعامتهم الدينيّة والفكريّة بيد عبد اللّه ابن الكوّاء.
وفي أعقاب تقلّص حدّة المشاعر، ومن بعد المناظرات والاحتجاجات التي أجراها معهم الإمام عليّ عليه السلام وعبد اللّه بن عبّاس، انشقَّ هذان الشخصان عن الخوارج وعادا إلى جيش الإمام عليّ عليه السلام ، وكانا في عداد جيشه عند اضطرام معركة النهروان، وتولّى شبث بن ربعي قيادة ميسرة جيش الإمام. وأخذ بزمام قيادة الخوارج فيما بعد أفراد من عامّة الناس ومن مجاهيلهم، ولا تتوفّر بين أيدينا معلومات عنهم.
وقد وردت أسماء أشخاص مثل شريح بن أوفى، وزيد بن الحصين، وحمزة بن سنان في عداد الشخصيّات البارزة للخوارج، ولكن لا تتوفّر لدينا معلومات عن حياتهم وسيرتهم.

۱ / ۷ ـ ۱

حُرقوصُ بنُ زُهَيرٍ

كان حرقوص من الصحابة ۱ ، ولكنّه خاوٍ من الاعتقاد الراسخ . وقد ذكرنا كلمته البذيئة النابية لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في غزوة حنين ، إذ قال له : اعدِلْ يا محمّد ! وكذلك

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۷۶ ، اُسد الغابة : ج۱ ص۷۱۴ الرقم۱۱۲۷ و ج۲ ص۲۱۴ الرقم۱۵۴۱ وفيه «اسمه الآخر : ذو الخُوَيصرة ، وذو الثدية» ، الإصابة : ج۲ ص۴۴ الرقم۱۶۶۶ وفيه «عدّ هذين اسمين لشخصين» . ولمزيد الاطّلاع على مختلف الأقوال في هذه المسألة راجع فتح الباري : ج۱۲ ص۲۹۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25318
صفحه از 670
پرینت  ارسال به