حَناجِرَهُم !» ۱ .
ويحسن بنا أن نتحدّث بإجمال عن مصطلح «القرّاء» ؛ لِما كان له من أرضيّة اجتماعيّة في التاريخ الإسلامي .
تيّار القرّاء وتبلوره
كان في المجتمع الإسلامي أشخاص مشهورون بحُسن القراءة ، وحظي هؤلاء بشعبيّة لافتة للنظر ، وإقبال حَسَن بين الناس ، حتى غدا عنوان «القارئ» امتيازا له أثر في تعيين المناصب أحيانا ۲ .
وقد ازداد عددهم بمرور الأيّام ، وكانوا يحلقون رؤوسهم على طريقة خاصّة ۳ ، ويضعون عليها برانس خاصّة لتمييزهم عن غيرهم ، فعُرفوا ب«أصحاب البرانس» .
وكان القرّاء متفرّقين في مكّة ، والمدينة ، والشام ، والكوفة ، لكنّ معظمهم كان في الكوفة ۴ . ولم يشتركوا في الشؤون السياسيّة غالبا ، بَيْد أنّهم طفقوا ينتقدون عثمان في أيّام خلافته ، ولم يُطِق انتقادهم وتعنيفهم فنفاهم ، ولهم في الثورة عليه وقتله دَورٌ أيضا .
دور القرّاء في جيش الإمام عليّ
كان القرّاء ـ بسابقتهم الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة هذه ـ يشكّلون قسما لافتا للنظر من جيش الإمام عليه السلام ، وعُرفوا بالشجاعة والإقدام والقتال ، وكان لهم موقع فى ¨
1.راجع : ص۶۰۴ ح۲۶۲۶ .
2.تاريخ الطبري : ج۳ ص۹۹ ، الطبقات الكبرى : ج۲ ص۳۵۲ و ج۱ ص۲۲۶ ، جوامع السيرة النبويّة لابن حزم : ص۲۰۳ ، وراجع تفصيل ذلك في «تاريخ القرآن» للدكتور راميار : ص۲۳۱ ـ ۲۳۳ .
3.قال ابن أبي الحديد : كان شعارهم أنّهم يحلقون وسط رؤوسهم ويبقى الشعر مستديرا حوله كالإكليل (شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۱۲۳ وراجع بحار الأنوار : ج۶۸ ص۲۸۹) .
4.حياة الشعر في الكوفة : ص۲۴۴ .