الفصل الثالث عشر : الإنصراف من صفّين
۱۳ / ۱
خُطبَةُ الإِمامِ عِندَ مُنصَرَفِهِ مِن صِفّينَ
۲۶۰۲.نهج البلاغةـ مِن خُطبَةٍ لَهُ عليه السلام بَعدَ انصِرافِهِ مِن صِفّينَ ـ: أحمَدُهُ استِتماما لِنِعَمتِهِ ، وَاستِسلاما لِعِزَّتِهِ ، وَاستِعصاما مِن مَعصِيَتِهِ . وأستَعينُهُ فاقَةً إلى كِفايَتِهِ ؛ إنَّهُ لا يَضِلُّ مَن هَداهُ ، ولا يَئِلُ مَن عاداهُ ، ولا يَفتَقِرُ مَن كَفاهُ ؛ فَإِنَّهُ أرجَحُ ما وُزِنَ وأفضَلُ ما خُزِنَ .
وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، شَهادَةً مُمتَحَنا إخلاصُها ، مُعتَقَدا مُصاصُها ، نَتَمسَّكُ بِها أبَدا ما أبقانا . ونَدَّخِرُها لِأَهاويلِ ما يَلقانا ، فَإِنَّها عَزيمَةُ الإِيمانِ ، وفاتِحَةُ الإِحسانِ ، ومَرضاةُ الرَّحمنِ ، ومَدحَرَةُ الشَّيطانِ . وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أرسَلَهُ بِالدِّينِ المَشهورِ ، وَالعَلَمِ المَأثورِ ، وَالكِتابِ المَسطورِ ، وَالنّورِ السّاطِعِ ، وَالضِّياءِ اللّامِعِ ، والأَمرِ الصّادِعِ ، إزاحَةً لِلشُّبُهاتِ ، وَاحتِجاجا بِالبَيِّناتِ . وتَحذيرا بِالآياتِ ، وتَخويفا بِالمَثُلاتِ ، وَالنّاسِ في فِتَنٍ انجَذَمَ فيها حَبلُ الدّينِ ، وتَزَعزَعَت سَوارِي اليَقينِ ، وَاختَلَفَ النَّجرُ ۱ وتَشَتَّتَ الأَمرُ ، وضاقَ المَخرَجُ وعَمِى
¨َ