وَاعلَم أنَّكَ مِنَ الطُّلَقاءِ الَّذينَ لا تَحِلُّ لَهُمُ الخِلافَةُ ، ولا تَعرِضُ فِيهِمُ الشّورى ، وقَد أرسَلتُ إلَيكَ وإلى مَن قِبَلَكَ : جَريرَ بنَ عَبدِ اللّهِ ؛ وهُوَ مِن أهلِ الإيمانِ وَالهِجرَةِ ، فَبايِع ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ۱ .
راجع : نهج البلاغة : الكتاب ۶ و ۳۷ .
۳ / ۷
مُعاوِيَةُ يُبَدِّدُ الوَقتَ استِعداداً لِلحَربِ
۲۳۷۳.وقعة صفّين عن الجرجاني :كانَ مُعاوِيَةُ أتى جَريرا في مَنزِلِهِ فَقالَ : يا جَريرُ !إنّي قَد رَأَيتُ رَأيا .
قالَ : هاتِهِ .
قالَ : اُكتُب إلى صاحِبِكَ يَجعَلُ لِيَ الشّامَ ومِصرَ جِبايَةً ، فإذا حَضَرَتهُ الوَفاةُ لَم يَجعَل لِأَحَدٍ بَعدَهُ بَيعَةً في عُنُقي ، واُسَلِّمُ لَهُ هذَا الأَمرَ ، وأكتُبُ إلَيهِ بِالخِلافَةِ .
فَقالَ جَريرٌ : اُكتُب بِما أرَدتَ ، وأكتُبُ مَعَكَ .
فَكَتَبَ مُعاوِيَةُ بِذلِكَ إلى عَلِيٍّ . فَكَتَبَ عَلِيٌّ إلى جَريرٍ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّما أرادَ مُعاوِيَةُ ألّا يَكونَ لي في عُنُقِهِ بَيعَةٌ ، وأن يَختارَ مِن أمرِهِ ما أحَبَّ ، وأرادَ أن يُريثَكَ حَتّى يَذوقَ أهلَ الشّامِ . وإنَّ المُغيرَةَ بنَ شُعبَةَ قَد كانَ أشارَ عَلَيَّ أن أستَعمِلَ مُعاوِيَةَ عَلَى الشّامِ وأنَا بِالمَدينَةِ ، فَأَبَيتُ ذلِكَ عَلَيهِ . ولَم يَكُنِ اللّهُ لِيَراني أتَّخِذُ المُضِلّينَ عَضُدا ، فَإِن بايَعَكَ الرَّجُلُ ، وإلّا فَأَقبِل ۲ .