يَقتُلُهُم ويُقَطِّعُ أيدِيَهُم وأرجُلَهُم مِن خِلافٍ ، ويَصلُبُهُم عَلى جُذوعِ النَّخلِ . سُبحانَ اللّهِ يا مُعاوِيةُ ! لَكَأَنَّكَ لَستَ مِن هذِهِ الاُمَّةِ ، ولَيسوا مِنكَ .
أوَلَستَ قاتِلَ الحَضرَمِيَّ الَّذي كَتَبَ إلَيكَ فيهِ زِيادٌ أنَّهُ عَلى دينِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ ؟ ودينُ عَلِيٍّ هُوَ دينُ ابنِ عَمِّهِ صلى الله عليه و آله الَّذي أجلَسَكَ مَجلِسَكَ الَّذي أنتَ فيهِ ، ولَولا ذلِكَ كانَ أفضَلُ شَرَفِكَ وشَرفِ آبائِكَ تَجَشُّمَ الرِّحلَتَينِ : رِحَلَةِ الشِّتاءِ وَالصَّيفِ ، فَوَضَعَهَا اللّهُ عَنكُم بِنا مِنَّةً عَلَيكُم !
وقُلتَ فيما قُلتَ : لا تَرُدَّ هذِهِ الاُمَّةَ في فِتنَةٍ . وإنّي لا أعلَمُ لَها فِتنَةً أعظَمَ مِن إمارَتِكَ عَلَيها !
وقُلتَ فيما قُلتَ : اُنظُر لِنَفسِكَ ولِدينِكَ ولِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ . وإنّي وَاللّهِ ما أعرِفُ أفضَلَ مِن جِهادِكَ ؛ فَإِن أفعَل فَإِنَّهُ قُربَةٌ إلى رَبّي ، وإن لَم أ فعَلهُ فَأَستَغفِرُ اللّهَ لِديني ، وأسأَلُهُ التَّوفيقَ لِما يُحِبُّ ويَرضى .
وقُلتَ فيما قُلتَ : مَتى تَكِدني أكِدكَ . فَكِدني يا مُعاوِيَةُ ما بَدا لَكَ ، فَلَعَمري لَقَديما يُكادُ الصّالِحونَ ، وإنّي لَأَرجو أن لا تَضُرَّ إلّا نَفسَكَ ، ولا تَمحَقَ إلّا عَمَلَكَ ، فَكِدني ما بَدا لَكَ .
وَاتَّقِ اللّهَ يا مُعاوِيَةُ ! وَاعلَم أنَّ للّهِِ كِتابا لا يُغادِرُ صَغيرَةً ولا كَبيرَةً إلّا أحصاها ، وَاعلَم أنَّ اللّهَ لَيسَ بِناسٍ لَكَ قَتلَكَ بِالظِّنَّةِ ، وأخذَكَ بِالتُّهَمَةِ ، وإمارَتَكَ صَبِيّا يَشرَبُ الشَّرابَ ، ويَلعَبُ بِالكِلابِ ، ما أراكَ إلّا قَد أوبَقتَ نَفسَكَ ، وأهلَكتَ دينَكَ ، وأضَعتَ الرَّعِيَّةَ . وَالسَّلامُ ۱ .