261
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

فَسِرتُ بِهِم وبِالمُسارِعينَ مِنهُم إلى طاعَةِ اللّهِ حَتّى نَزَلتُ ظَهرَ البَصرَةِ ، فَأَعذَرتُ بِالدُّعاءِ ، وأقَمتُ الحُجَّةَ ، وأقَلتُ العَثرَةَ وَالزَّلَّةَ مِن أهلِ الرَّدَّةِ مِن قُرَيشٍ وغَيرِهِم ، وَاستَتَبتُهُم عَن نَكثِهِم بَيعَتي ، وعَهدِ اللّهِ لي عَلَيهِم ، فَأَبَوا إلّا قِتالي ، وقِتالَ مَن مَعي ، وَالتَّمادِيَ فِي الغَيِّ ، فَناهَضتُهُم بِالجِهادِ .
فَقُتِلَ مَن قُتِلَ مِنهُم ، ووَلّى مَن وَلّى إلى مِصرِهِم ، فَسَأَلوني ما دَعَوتُهُم إلَيهِ مِن كَفِّ القِتالِ ، فَقَبِلتُ مِنهُم ، وغَمَدتُ السُّيوفَ عَنهُم ، وأخَذتُ بِالعَفوِ فيهِم ، وأجرَيتُ الحَقَّ وَالسُّنَّةَ بَينَهُم ، وَاستَعمَلتُ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ عَلَى البَصرَةِ ، وأنَا سائِرٌ إلَى الكوفَةِ إن شاءَ اللّهُ تَعالى .
وقَد بَعَثتُ إلَيكُم زَحرَ بنَ قَيسٍ الجُعفِيَّ لِتَسأَلوهُ فَيُخبِرَكُم عَنّا وعَنهُم ، ورَدِّهِمُ الحَقَّ عَلَينا ، ورَدِّ اللّهِ لَهُم ۱ وهُم كارِهونَ . وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَركاتُهُ . وكَتَبَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ أبي رافِعٍ في جُمادَى الاُولى مِن سَنَةِ سِتٍّ وثَلاثينَ مِنَ الهِجرَةِ ۲ .

۱۰ / ۱۶

قُدومُ الإِمامِ إلَى الكوفَةِ

۲۳۰۰.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود وغيره :لَمّا قَدِمَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ مِنَ البَصرَةِ إلَى الكوفَةِ يَومَ الِاثنَينِ لِثِنتَي عَشرَةَ لَيلَةً مَضَت مِن رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وثَلاثينَ ، وقَد أعَزَّ اللّهُ نَصرَهُ ، وأظهَرَهُ عَلى عَدُوِّهِ ، ومَعَهُ أشرافُ النّاسِ وأهلُ البَصرَةِ ، استَقبَلَهُ أهلُ الكوفَةِ وفيهِم قُرّاؤُهُم وأشرافُهُم ، فَدَعَوا لَهُ بِالبَرَكَةِ وقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أينَ تَنزِلُ ؟ أ تَنزِلُ القَصرَ ؟ فَقالَ : لا ، ولكِنّي أنزِلُ الرُّحبَةَ . فَنَزَلَها

1.في المصدر: «وردّهم اللّه »، والتصويب من الإرشاد.

2.الجمل : ص۳۹۸ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۵۸ ، الشافي : ج۴ ص۳۲۹ ، معادن الحكمة : ج۱ ص۴۴۷ ح۸۵ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۲۳۱ ح۱۸۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
260

يا مَعاشِرَ النّاسِ ، قَدِ استَخلَفتُ عَلَيكُم عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ ، فَاسمَعوا لَهُ وأطيعوا أمرَهُ ما أطاعَ اللّهَ ورَسولَهُ ؛ فَإِن أحدَثَ فيكُم أو زاغَ عَنِ الحَقِّ فَأَعلِموني أعزِلهُ عَنكُم ؛ فَإِنّي أرجو أن أجِدَهُ عَفيفاً تَقِيّاً وَرِعاً ، وإنّي لَم اُوَلِّهِ عَلَيكُم إلّا وأنَا أظُنُّ ذلِكَ بِهِ ، غَفَرَ اللّهُ لَنا ولَكُم .
فَأَقامَ عَبدُ اللّهِ بِالبَصرَةِ حَتّى عَمِلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلَى التَّوَجُّهِ إلَى الشّامِ ، فَاستَخلَفَ عَلَيها زيادَ بنَ أبيهِ ، وضَمَّ إلَيهِ أبَا الأَسوَدِ الدُّؤَلِيَّ ، ولَحِقَ بِأَميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام ، فَسارَ مَعَهُ إلى صِفّينَ ۱ .

۱۰ / ۱۵

كِتابُ الإِمامِ إلى أهلِ الكوفَةِ

۲۲۹۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في كِتابِهِ إلى أهلِ الكوفَةِ ـ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِن عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى أهلِ الكوفَةِ : سَلامٌ عَلَيكُم ، فَإِنّي أحمَدُ اللّهَ إلَيكُمُ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ اللّهَ حَكَمٌ عَدلٌ «لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ» ۲ .
وإنّي اُخبِرُكُم عَنّا ، وعَمَّن سِرنا إلَيهِ مِن جُموعِ أهلِ البَصرَةِ ، ومَن سارَ إلَيهِ مِن قُرَيشٍ وغَيرِهِم مَعَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ بَعدَ نَكِثِهما صَفقَةَ أيمانِهِما .
فَنَهَضتُ مِنَ المَدينَةِ حينَ انتَهى إلَيَّ خَبَرُهُم ، وما صَنَعوهُ بِعامِلي عُثمانَ بنِ حُنيَفٍ حَتّى قَدِمتُ ذا قارٍ ، فَبَعَثتُ إلَيكُمُ ابنِيَ الحَسَنَ وعَمّارا وقَيسا فَاستَنفَروكُم لِحَقِّ اللّهِ وحَقِّ رَسولِهِ وحَقِّنا ، فَأَجابَني إخوانُكُم سِراعا حَتّى قَدِموا عَلَيَّ .

1.الجمل : ص۴۲۰ وراجع نهج البلاغة : الكتاب ۷۶ .

2.الرعد : ۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25323
صفحه از 670
پرینت  ارسال به