عِندَ اللّهِ عُذرا؛ فَاتَّقِيَا اللّهَ سُبحانَهُ ، ولا تَكونا كَالَّتي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أنكاثا ، أ لَم أكُن أخاكُما في دينِكُما ؟ تُحَرِّمانِ دَمي واُحَرِّمُ دِماءَكُما ! فَهَل مِن حَدَثٍ أحَلَّ لَكُما دَمي ؟ قالَ طَلحَةُ : ألَّبتَ النّاسَ علَى عُثمانَ ، قالَ عَلِيٌّ : «يَوْمَـئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ » ۱ ، يا طَلحَةُ، تَطلُبُ بِدَمِ عُثمانَ؟! فَلَعَنَ اللّهُ قَتَلَةَ عُثمانَ ۲ .
۲۲۰۸.شرح نهج البلاغة :بَرَزَ عَلِيٌّ عليه السلام يَومَ الجَمَلِ ، ونادى بِالزُّبَيرِ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، مِرارا ، فَخَرَجَ الزُّبَيرُ ، فَتَقارَبا حَتَّى اختَلَفَت أعناقُ خَيلِهِما .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : إنَّما دَعَوتُكَ لِاُذكِّرَكَ حَديثا قالَهُ لي ولَكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، أ تَذكُرُ يَومَ رَآكَ وأنتَ مُعتَنِقي ، فَقالَ لَكَ : أ تُحِبُّهُ ؟
قُلتَ : وما لي لا اُحِبُّهُ وهُوَ أخي وَابنُ خالي ؟ !
فَقالَ : أما إنَّكَ سَتُحارِبُهُ وأنتَ ظالِمٌ لَهُ .
فَاستَرجَعَ الزُّبَيرُ ، وقالَ : أذكَرتَني ما أنسانيهِ الدَّهرُ . ورَجَعَ إلى صُفوفِهِ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ ابنُهُ : لَقَد رَجَعتَ إلَينا بِغَيرِ الوَجهِ الَّذي فَارَقتَنا بِهِ !
فَقالَ : أذكَرَني عَلِيٌّ حَديثا أنسانيهِ الدَّهرُ ، فَلا اُحارِبُهُ أبَدا ، وإنّي لَراجِعٌ وتارِكُكُم مُنذُ اليَومِ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ : ما أراكَ إلّا جَبُنتَ عَن سُيوفِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ؛ إنَّها لَسُيوفٌ حِدادٌ ، تَحمِلُها فِتيَةٌ أنجادٌ .
فَقالَ الزُّبَيرُ : وَيلَكَ ! أ تُهَيِّجُني عَلى حَربِهِ ! أما إنّي قَد حَلَفتُ ألّا اُحارِبَهُ .