يكون الإمام توقّف هناك أكثر من شهر واحد ، بحيث يكون أصحاب الجمل قد ساروا نحو البصرة ، وبعد التصالح والقتال وحبس عثمان بن حنيف وإخراجه من الحبس ، ثمّ يكون عثمان قطع هذا الطريق الطويل والتحق بالإمام في الرَّبَذة ! ولكنّ الإمام عليه السلام كان قد سار من الرَّبَذة ، وعندما كان في ذي قار بانتظار قدوم مدد أهل الكوفة ، دخل عليه عثمان بن حنيف .
۷ / ۵
قُدومُ الإِمامِ إلَى البَصرَةِ
۲۱۸۸.مروج الذهب عن المنذر بن الجارود :لَمّا قَدِمَ عَلِيٌّ عليه السلام البَصرَةَ دَخَلَ مِمّا يَلي الطَفَّ ـ إلى أن قالَ ـ : فَساروا حَتّى نَزَلُوا المَوضِعَ المَعروفَ بِالزّاوِيَةِ ، فَصَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ ، وعَفَّرَ خَدَّيهِ عَلَى التُّرابِ ، وقَد خَالَطَ ذلِكَ دُموعَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ يَدعو :
اللّهُمّ رَبَّ السَّمواتِ وما أظَلَّت، وَالأَرَضينَ وما أقَلَّت ، ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، هذِهِ البَصرَةُ أسأَلُكَ مِن خَيرِها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرَّها ، اللّهُمَّ أنزِلنا فيها خَيرَ مُنزَلٍ وأنتَ خَيرُ المُنزِلينَ ، اللّهُمَّ إنّ هؤُلاءِ القَومَ قَد خَلَعوا طاعَتي وبَغَوا عَلَيَّ ونَكَثوا بَيعَتي ، اللّهُمَّ احقِن دِماءَ المُسلِمينَ ۱ .
۲۱۸۹.الإرشادـ مِن كَلامِهِ عليه السلام حينَ دَخَلَ البَصرَةَ وجَمَعَ أصحابَهُ فَحَرَّضَهُم عَلَى الجِهادِ ـ:
عِبادَ اللّهِ ! اِنهَدوا ۲ إلى هؤُلاءِ القَومِ مُنشَرِحَةً صُدورُكُم بِقِتالِهِم ، فَإِنَّهُم نَكَثوا بَيعَتي وأخَرَجُوا ابنَ حُنَيفٍ عامِلي بَعدَ الضَّربِ المُبَرِّحِ وَالعُقوبَةِ الشَّديدَةِ ، وقَتَلُوا السَّيابِجَةَ ۳ ، وقَتَلوا حُكيمَ بنَ جَبَلَةَ العَبدِيَّ، وقَتَلوا رِجالاً صالِحينَ ، ثُمَّ تَتَبَّعوا مِنهُم
1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۶۸ و ص۳۷۰ .
2.نَهَدَ : نهض ، ونَهَدَ القوم لعدوّهم : إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله (النهاية : ج۵ ص۱۳۴) .
3.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح : «السَّبابجة» كما في البحار نقلاً عن المصدر وكما في بقيّة المصادر . فوالسَّبابجة : قوم من السند كانوا بالبصرة حرّاس السجن (الصحاح : ج۱ ص۳۲۳) ائتمنهم عثمان [بن حنيف ]على بيت المال ودار الإمارة (الجمل : ص۲۸۱) .