۵ / ۶
وُصولُ قُوّاتِ الكوفَةِ إلَى الإِمامِ
انتهى الموقف الحاسم الذي اتّخذه مالك الأشتر من أبي موسى الأشعري بحلّ مشكلة إرسال جيش من الكوفة ، فانطلقت القوّات من هناك والتحقت بالإمام في ذي قار . وممّا يسترعي الاهتمام في هذا الصدد هو أنّه عليه السلام أخبر أصحابه بعدد الجيش القادم من الكوفة قبل وصوله إليه .
۲۱۵۶.تاريخ الطبري عن أبي الطفيل :قالَ عَلِيٌّ : «يَأتيكُم مِنَ الكوفَةِ اثنا عَشَرَ ألفَ رَجُلٍ ورَجُلٌ» ، فَقَعَدتُ عَلى نَجَفَةِ ۱ ذي قارٍ ، فَأَحصَيتُهُم ، فَما زادوا رَجُلاً ، ولا نَقَصوا رَجُلاً ۲ .
۲۱۵۷.الإرشاد :قالَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] بِذي قارٍ وهوَ جالِسٌ لِأَخذِ البَيعَةِ : يَأتيكُم مِن قِبَلِ الكوفَةِ ألفُ رَجُلٍ ؛ لا يَزيدون رَجُلاً ، ولا يَنقُصونَ رَجُلاً ، يُبايِعونّي عَلَى المَوتِ .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فَجَزِعتُ لِذلِكَ ، وخِفتُ أن يَنقُصَ القَومُ عَن العَدَدِ أو يَزيدوا عَلَيهِ ، فَيَفسُدَ الأَمرُ عَلَينا ، ولَم أزَل مَهموما دَأبي إحصاءُ القَومِ ، حَتّى وَرَدَ أوائِلُهُم ، فَجَعَلتُ اُحصيهِم ، فَاستَوفَيتُ عَدَدَهُم تِسعَمِئَةِ رَجُلٍ وتِسعَةً وتِسعينَ رَجُلاً ، ثُمَّ انقَطَعَ مَجيءُ القَومِ .
فَقُلتُ : إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، ماذا حَمَلَهُ عَلى ما قالَ ؟ فبََينا أنَا مُفَكِّرٌ في ذلِكَ إذ رَأَيتُ شَخصا قَد أقبَلَ ، حَتّى دَنا ؛ فَإِذا هُوَ راجِلٌ عَلَيهِ قَباءُ صوفٍ مَعَهُ سَيفُهُ وتُرسُهُ وإداوَتُهُ ۳ ، فَقَرُبَ مِن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ لَهُ : اُمدُد يَدَكَ اُبايِعكَ .