99
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

فَقالَ الزُّبَيرُ : قَد جَعَلتُ أمري إلى عَلِيٍّ ، فَقالَ طَلحَةُ : قَد جَعَلتُ أمري إلى عُثمانَ ، وقالَ سَعدٌ : قَد جَعَلتُ أمري إلى عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ .
فَقالَ عَبدُ الرَّحمنِ : أيُّكُما تَبَرَّأَ مِن هذَا الأَمرِ فَنَجعَلُهُ إلَيهِ وَاللّهُ عَلَيهِ وَالإِسلامُ لِيَنظُرَنَّ أفضَلَهُم في نَفسِهِ ؟ فَاُسكِتَ الشَّيخانُ .
فَقالَ عَبدُ الرَّحمنِ : أفَتَجعَلونَهُ إلَيَّ وَاللّهُ عَلَيَّ ألّا آلُوَ عَن أفضَلِكُم ؟ قالا : نَعَم .
فَأَخَذَ بِيَدِ أحَدِهِما فَقالَ : لَكَ قَرابَةٌ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالقِدَمُ فِي الإِسلامِ ما قَد عَلِمتَ ، فَاللّهُ عَلَيكَ لَئِن أمَّرتُكَ لَتَعدِلَنَّ ، ولَئِن أمَّرتُ عُثمانَ لَتَسمَعَنَّ وَلَتُطيعَنَّ .
ثُمَّ خَلا بِالآخَرِ فَقالَ لَهُ مِثلَ ذلِكَ . فَلَمّا أخَذَ الميثاقَ قالَ : اِرفَع يَدَكَ يا عُثمانُ ، فَبايَعَهُ ، فَبايَعَ لَهُ عَلِيٌّ ، ووَلِجَ أهلُ الدّارِ فَبايَعوهُ ۱ .

۱۰۵۷.تاريخ الطبري :خَرَجَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ وعَلَيهِ عِمامَتُهُ الَّتي عَمَّمَهُ بِها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، مُتَقَلِّدا سَيفَهُ ، حَتّى رَكِبَ المِنبَرَ ، فَوَقَفَ وُقوفا طَويلاً ، ثُمَّ دَعا بِما لَم يَسمَعهُ النّاسُ ، ثُمَّ تَكَلَّمَ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنّي قَد سَأَلتُكُم سِرّا وجَهرا عَن إمامِكُم فَلَم أجِدكُم تَعدِلونَ بِأَحَدِ هذَينِ الرَّجُلَينِ : إمّا عَلِيٌّ وإمّا عُثمانُ ، فَقُم إلَيَّ يا عَلِيُّ !
فَقامَ إلَيهِ عَلِيٌّ فَوَقَفَ تَحتَ المِنبَرِ ، فَأَخَذَ عَبدُ الرَّحمنِ بِيَدِهِ فَقالَ : هَل أنتَ مُبايِعي عَلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ وفِعلِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ ؟
قالَ : اللّهُمَّ لا ، ولكِن عَلى جَهدي مِن ذلِكَ وطاقَتي . فَأَرسَلَ يَدَهُ .
ثُمَّ نادى فَقالَ : قُم إلَيَّ يا عُثمانُ ! فَأَخَذَ بِيَدِهِ ـ وهُوَ في مَوقِفِ عَلِيٍّ الَّذي كانَ فيهِ ـ فَقالَ : هَل أنتَ مُبايِعي عَلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ وفِعلِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ ؟
قالَ : اللّهُمَّ نَعَم .

1.صحيح البخاري : ج۳ ص۱۳۵۶ ح۳۴۹۷ ، تاريخ الخلفاء : ص۱۵۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
98

تُقيمَ عَلَى الحَقِّ المُبينِ ، وَالصِّراطِ المُستَقيمِ ۱ .

۱۰۵۵.الطبقات الكبرى عن عمرو بن ميمون :شَهِدتُ عُمَرَ يَومَ طُعِنَ . . . ثُمَّ قالَ : اُدعوا لي عَلِيّا ، وعُثمانَ ، وطَلحَةَ ، وَالزُّبَيرَ ، وعَبدَ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ ، وسَعدا ؛ فَلَم يُكَلِّم أحَدا مِنهُم غَير عَلِيٍّ وعُثمانَ .
فَقالَ : يا عَلِيُّ ، لَعَلَّ هؤُلاءِ القَومَ يَعرِفونَ لَكَ قَرابَتَكَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وصِهرَكَ ، وما آتاكَ اللّهُ مِنَ الفِقهِ وَالعِلمِ ، فَإِن وَليتَ هذَا الأَمرَ فَاتَّقِ اللّهَ فيهِ !
ثُمَّ دَعا عُثمانَ فَقالَ : يا عُثمانُ ، لَعَلَّ هؤُلاءِ القَومَ يَعرِفونَ لَكَ صِهرَكَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسِنَّكَ وشَرَفَكَ ، فَإِن وَليتَ هذَا الأَمرَ فَاتَّقِ اللّهَ ، ولا تَحمِلَنَّ بَني أبي مُعَيطٍ عَلى رِقابِ النّاسِ !
ثُمَّ قالَ : اُدعوا لي صُهَيبا ، فَدُعِيَ ، فَقالَ : صَلِّ بِالنّاسِ ثَلاثا ، وَليَخلُ هؤُلاءِ القَومُ في بَيتٍ ، فَإِذَا اجتَمَعوا عَلى رَجُلٍ ، فَمَن خالَفَهُم فَاضرِبوا رَأسَهُ .
فَلَمّا خَرَجوا مِن عِندِ عُمَرَ ، قالَ عُمَرُ : لو وَلَّوها الأَجلَحَ ۲ سَلَكَ بِهِمُ الطَّريقَ ! فَقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ : فَما يَمنَعُكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ : أكرَهُ أن أتَحَمَّلَها حَيّا ومَيِّتا ۳ .

۳ / ۳

ما جَرى فِي الشّورى

۱۰۵۶.صحيح البخاري عن عمرو بن ميمون :لَمّا فُرِغَ مِن دَفنِهِ [أي عُمَرَ ]اجتَمَعَ هؤُلاءِ الرَّهطُ ، فَقالَ عَبدُ الرَّحمنِ : اِجعَلوا أمرَكُم إلى ثَلاثَةٍ مِنكُم .

1.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۴۳ وراجع الإيضاح : ص۵۰۰ .

2.هو الَّذي انحَسَر الشَّعَر عن جانبَيْ رأسه (النهاية : ج۱ ص۲۸۴) .

3.الطبقات الكبرى : ج۳ ص۳۴۰ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۲۷ ، أنساب الأشراف : ج۶ ص۱۲۰ وراجع الإمامة والسياسة : ج۱ ص۴۳ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۴۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 31975
صفحه از 600
پرینت  ارسال به