الفصل التاسع : السياسة الحربية
۹ / ۱
الاِهتِمامُ بِالتَّدريبِ العَسكَرِيِّ
أ : تَعليمُ الجَيشِ
۱۷۴۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن وَصِيَّتِهِ لِزيادِ بنِ النَّضرِ حينَ أنفَذَهُ عَلى مُقَدِّمَتِهِ إلى صِفّينَ ـ: اِعلَم أنَّ مُقَدِّمَةَ القَومِ عُيونُهُم ، وعُيونُ المُقَدِّمَةِ طَلائِعُهُم ، فَإِذا أنتَ خَرَجتَ مِن بِلادِكِ ودَنَوتَ مِن عَدُوِّكَ فَلا تَسأَم ۱ مِن تَوجيهِ الطَّلائِعِ في كُلِّ ناحِيَةٍ ، وفي بَعضِ الشِّعابِ وَالشَّجَرِ وَالخَمَرِ ۲ ، وفي كُلِّ جانِبٍ ، حَتّى لا يُغيرَكُم عَدُوُّكُم ، ويَكونَ لَكُم كَمينٌ .
ولا تُسَيِّرِ الكَتائِبَ وَالقَبائِلَ مِن لَدُنِ الصَّباحِ إلَى المَساءِ إلّا تَعبِيَةً ، فَإِن دَهَمَكُم أمرٌ أو غَشِيَكُم مَكروهٌ كُنتُم قَد تَقَدَّمتُم فِي التَّعبِيَةِ .
وإذا نَزَلتُم بِعَدُوٍّ أو نَزَلَ بِكُم فَليَكُن مُعَسكَرُكُم في أقبالِ الأَشرافِ ، أو في سِفاحِ الجِبالِ ، أو أثناءِ الأَنهارِ ؛ كَيما تَكونَ لَكُم رِدءا ودُونَكُم مَرَدّا . وَلتَكُن مُقاتَلَتُكُم مِن وَجهٍ واحِدٍ وَاثنَينِ .