وَصِفتُم مَساوِئَ أعمالِهِم فَقُلتُم : مِن سيرَتِهِم كَذا وكَذا ، ومِن عَمَلِهِم كَذا وكَذا ، كانَ أصوَبَ فِي القَولِ ، وأبلَغَ في العُذرِ . ولَو قُلتُم مَكانَ لَعنِكُم إيّاهُم وبَراءَتِكُم مِنهُمُ : اللّهُمَّ احقِن دِماءَنا ودِماءَهُم ، وأصلِح ذاتَ بَينِنا وبَينِهِم ، وَاهدِهِم مِن ضَلالَتِهِم ، حَتّى يَعرِفَ الحَقَّ مِنهُم من جَهِلَهُ ، ويَرعَوِيَ عَنِ الغَيِّ وَالعُدوانِ مَن لَهِجَ بِهِ ، كانَ هذا أحَبَّ إلَيَّ وخَيرا لَكُم .
فَقالا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، نَقبَلُ عِظَتَكَ ، ونَتَأَدَّبُ بِأَدَبِكَ ۱ .
۱۷۳۰.الإمام عليّ عليه السلام :لا تَشِن ۲ عَدُوَّكَ وإن شانَكَ ۳ .
۸ / ۱۲
الرِّفقُ ما لَم يَكُن تَآمُرا
۱۷۳۱.الإمام عليّ عليه السلام :الرِّفقُ يَفِلُّ حَدَّ المُخالَفَةِ ۴ .
۱۷۳۲.عنه عليه السلامـ في الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ: قارِب عَدُوَّكَ بَعضَ المُقارَبَةِ تَنَل حاجَتَكَ ، ولا تُفِرطُ في مُقارَبَتِهِ فَتُذِلَّ نَفسَكَ وناصِرَكَ ، وتَأمَّل حالَ الخَشَبَةِ المَنصوبَةِ في الشَّمسِ الَّتي إن أمَلتَها زادَ ظِلُّها ، وإن أفرَطتَ في الإِمالَةِ نَقَصَ الظِّلُّ ۵ .
۱۷۳۳.تاريخ الطبري عن عبد المَلِك بن أبي حُرّةَ الحَنَفيّ :أنّ عَليّا خَرَجَ ذاتَ يَومٍ يَخطُبُ ، فَإِنَّهُ لَفي خُطبَتِهِ إذ حَكَّمَتِ المُحَكِّمَةُ في جَوانِبِ المَسجِدِ .
فَقالَ عَليٌّ : اللّهُ أكبَرُ ! كَلِمَةُ حَقٍّ يُرادُ بِها باطِلٌ ! إن سَكَتوا عَمَمناهُم ۶ ، وإن
1.وقعة صفّين : ص۱۰۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۹۹ ح۳۶۹ ـ ۳۷۳ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۲۰۶ والأخبار الطوال : ص۱۶۵ .
2.الشَّيْن : العَيْب (لسان العرب : ج۱۳ ص۲۴۴) .
3.غرر الحكم : ح۱۰۴۱۸ .
4.غرر الحكم : ح۵۶۰ .
5.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۳۴۲ ح۹۲۳ .
6.لعلّه من قولهم : عمّمناه أمرنا ؛ أي ألزمناه (اُنظر لسان العرب : ج۱۲ ص۴۲۷) .