507
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

أهلِ المَقدُرَةِ وَاليَسارِ مِمَّن يُدلي بِأَموالِ المُسلِمينَ إلَى الحُكّامِ ، فَخُذ لِلنّاسِ بِحُقوقِهِم مِنهُم ، وَبِع فيهَا العَقارَ والدِّيارَ ؛ فَإِنّي سَمِعتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «مَطلُ المُسلِمِ الموسِرِ ظُلمٌ لِلمُسلِمِ ، ومَن لَم يَكُن لَهُ عَقارٌ ولا دارٌ ولا مالٌ فلا سَبيلَ عَلَيهِ» .
وَاعلَم أنَّهُ لا يَحمِلُ النّاسَ عَلَى الحَقِّ إلّا مَن وَرَّعَهُم عَنِ الباطِلِ ، ثُمَّ واسِ بَينَ المُسلِمينَ بِوَجهِكِ ومَنطِقِكَ ومَجلِسِكَ حَتّى لا يَطمَعَ قَريبُكَ في حَيفِكَ ، ولا يَيأَسَ عَدُوُّكَ مِن عَدلِكَ ، وَرُدَّ اليَمينَ عَلَى المُدَّعي مَعَ بَيِّنَةٍ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أجلى لِلعَمى وأثبَتُ فِي القَضاءِ .
وَاعلَم أنَّ المُسلِمينَ عُدولٌ بَعضُهُم عَلى بَعضٍ إلّا مَجلودا في حَدٍّ لَم يَتُب مِنهُ ، أو مَعروفاً بِشَهادَةِ زورٍ ، أو ظَنيناً ۱ . وإيّاكَ والتَّضَجُّرَ والتَّأَذِّيَ في مَجلِسِ القَضاءِ الَّذي أوجَبَ اللّهُ فيهِ الأَجرَ ، ويُحسِنُ فيهِ الذُّخرَ لِمَن قَضى بِالحَقِّ .
وَاعلَم أنَّ الصُّلحَ جائِزٌ بَينَ المُسلِمينَ إلّا صُلحا حَرَّمَ حَلالاً أو أحَلَّ حَراما ، وَاجعَل لِمَنِ ادَّعى شُهودا غُيَّبا أمَدا بَينَهُما ؛ فَإِن أحضَرَهُم أخَذتَ لَهُ بِحَقِّهِ وإن لَم يُحضِرهُم أوجَبتَ عَلَيهِ القَضِيَّةَ ، فَإِيّاكَ أن تُنَفِّذَ فيهِ قَضِيَّةً في قِصاصٍ أو حَدٍّ مِن حُدودِ اللّهِ أو حَقٍّ مِن حُقوقِ المُسلِمينَ حَتّى تَعرِضَ ذلِكَ عَلَيَّ إن شاءَ اللّهُ ، ولا تَقعُدَنَّ فِي مَجلِسِ القَضاءِ حَتّى تَطعَمَ ۲ .

۱۶۴۷.الكافي عن أحمد بن أبي عبد اللّه رفعه :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام لِشُرَيحٍ : لا تُسارَّ أحَدا في مَجلِسِكَ ، وإن غَضِبتَ فَقُم ؛ فَلا تَقضِيَنَّ وأنتَ ۳ غَضبانُ ۴ .

۱۶۴۸.الإمام عليّ عليه السلامـ لَمّا بَلَغَهُ أنَّ شُرَيحا يَقضي في بَيتِهِ ـ: يا شُرَيحُ ، اجلِس فِي المَسجِدِ ؛

1.ظنين : أي مُتَّهم في دينه ؛ فعيل بمعنى مفعول ، من الظِّنّة : التُّهَمة (النهاية : ج۳ ص۱۶۳) .

2.الكافي : ج۷ ص۴۱۲ ح۱ ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۲۲۵ ح۵۴۱ كلاهما عن سلمة بن كهيل ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۳ ص۱۵ ح۳۲۴۳ نحوه .

3.في المصدر : «فأنت» ، والصحيح ما أثبتناه كما في كتاب مَن لا يحضره الفقيه .

4.الكافي : ج۷ ص۴۱۳ ح۵ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۳ ص۱۴ ح۳۲۳۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
506

في نَفَسِكَ . . . وَافسَح لَهُ فِي البَذلِ ما يُزيلُ عِلَّتَهُ وتَقِلُّ مَعَهُ حاجَتُهُ إلَى النّاسِ ۱ .

۷ / ۳

الأَمنُ الوَظيِفيُّ لِلقُضاةِ

۱۶۴۵.الإمام عليّ عليه السلامـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ ـ: ثُمَّ اختَر لِلحُكمِ بَينَ النّاسِ أفضَلَ رَعِيَّتِكَ في نَفسِكَ . . . وأعطِهِ مِنَ المَنزِلَةِ لَدَيكَ ما لا يَطمَعُ فيهِ غَيرُهُ مِن خاصَّتِكَ ؛ لِيَأمَنَ بِذلِكَ اغتِيالَ الرِّجالِ لَهُ عِندَكَ فَانظُر في ذلِكَ نَظَرا بَليغاً ؛ فَإِنَّ هذَا الدّينَ قَد كانَ أسيراً في أيدِي الأَشرارِ ، يُعمَلُ فيهِ بِالهَوى ، وتُطلَبُ بِهِ الدُّنيا ۲ .
وفي روايَةِ تُحَفِ العُقولِ : ثُمَّ أكثِر تَعَهُّدَ قَضائِهِ ، وافتَح لَهُ في البَذلِ ما يُزيحُ عِلَّتَهُ ، ويَستَعينُ بِهِ ، وتَقِلُّ مَعَهُ حاجَتُهُ إلَى النّاسِ ، وأعطِهِ مِنَ المَنزِلَةِ لَدَيكَ ما لا يَطمَعُ فيهِ غَيرُهُ مِن خاصَّتِكَ ؛ لِيَأمَنَ بِذلِكَ اغتِيالَ الرِّجالِ إيّاهُ عِندَكَ . وأحسِن تَوقيرَهُ في صُحبَتِكَ ، وقُربَهُ في مَجلِسِكِ ، وأمضِ قَضاءَهُ ، وأنفِذ حُكمَهُ ، وَاشدُد عَضُدَهُ ، وَاجعَل أعوانَهُ خِيارَ مَن تَرضى مِن نُظَرائِهِ مِنَ الفُقَهاءِ وأهلِ الوَرَعِ والنَّصيحَةِ للّهِِ ولِعِبادِ اللّهِ ؛ لِيُناظِرَهُم فيما شُبِّهَ عَلَيهِ ، ويَلطُفَ عَلَيهِم لِعِلمِ ما غابَ عَنهُ ، ويَكونونَ شُهَداءَ عَلى قَضائِهِ بَينَ النّاسِ إن شاءَ اللّهُ ۳ .

۷ / ۴

التَّأكيدُ عَلى آدابِ القَضاءِ

۱۶۴۶.الإمام عليّ عليه السلامـ لِشُرَيحٍ ـ: اُنظُر إلى أهلِ المَعكِ ۴ وَالمَطلِ ، ودَفعِ حُقوقِ النّاسِ مِن

1.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص۱۳۵ و۱۳۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۶۰۵ ح۷۴۴ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .

3.تحف العقول : ص۱۳۶ .

4.المَعْك : المِطال واللَّيُّ بالدَّين ، ورجل مَعِك : شديد الخصومة (لسان العرب : ج۱۰ ص۴۹۰) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32144
صفحه از 600
پرینت  ارسال به