501
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

۱۶۴۲.عنه عليه السلامـ في تَحذيرِ الاُمَّةِ مِنَ الفُرقَةِ ـ: اِحذَروا ما نَزَلَ بِالاُمَمِ قَبلَكُم مِنَ المَثُلاتِ بِسوءِ الأَفعالِ وذَميمِ الأَعمالِ ! فَتَذَكَّروا فِي الخَيرِ وَالشَّرِّ أحوالَهُم ، وَاحذَروا أن تَكونوا أمثالَهُم .
فَإِذا تَفَكُّرتُم في تَفاوُتِ حالَيهِم فَالزَموا كُلَّ أمرٍ لَزِمَتِ العِزَّةُ بِهِ شَأنَهُم ، وزاحَتِ الأَعداءُ لَهُ عَنهُم ، ومُدَّتِ العافِيَةُ بِهِ عَلَيهِم ، وَانقادَتِ النِّعمَةُ لَهُ مَعَهُم ، ووَصَلَتِ الكَرامَةُ عَلَيهِ حَبلَهُم مِنَ الِاجتِنابِ لِلفُرقَةِ ، وَاللُّزومِ لِلاُلفَةِ ، وَالتَّحاضِّ عَلَيها وَالتَّواصي بِها ، وَاجتَنِبوا كُلَّ أمرٍ كَسَرَ فِقرَتَهُم ، وأوهَنَ مُنَّتَهُم . مِن تَضاغُنِ القُلوبِ ، وتَشاحُنِ الصُّدورِ ، وتَدابُرِ النُّفوسِ ، وتَخاذُلِ الأَيدي ، وتَدَبَّروا أحوالَ الماضينَ مِنَ المُؤمِنينَ قَبلَكُم ، كَيفَ كانوا في حالِ التَّمحيصِ وَالبَلاءِ ، أ لَم يَكونوا أثقَلَ الخَلائِقِ أعباءً ، وأجهَدَ العِبادِ بَلاءً ، وأضيَقَ أهلِ الدُّنيا حالاً ؟ اِتَّخَذَتهُمُ الفَراعِنَةُ عَبيدا ؛ فَساموهُم سوءَ العَذابِ ، وجَرَّعوهُمُ المُرارَ ؛ فَلَم تَبرَحِ الحالُ بِهِم في ذُلِّ الهَلَكَةِ وقَهرِ الغَلَبَةِ . لا يَجِدونَ حيلَةً في امتِناعٍ ، ولا سَبيلاً إلى دِفاعٍ .
حَتّى إِذا رَأَى اللّهُ سُبحانَهُ جِدَّ الصَّبرِ مِنهُم عَلَى الأَذى في مَحَبَّتِهِ ، وَالِاحتِمالَ لِلمَكروهِ مِن خَوفِهِ جَعَلَ لَهُم مِن مَضايِقِ البَلاءِ فَرَجا ، فَأَبدَلَهُمُ العِزَّ مَكانَ الذُّلِّ ، وَالأَمنَ مَكانَ الخَوفِ ، فَصاروا مُلوكاً حُكّاماً ، وأئِمَّةً أعلاماً ، وقَد بَلَغَتِ الكَرامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُم ما لَم تَذهَبِ الآمالُ إلَيهِ بِهِم .
فَانظُروا كَيفَ كانوا حَيثُ كانَتِ الأَملاءُ ۱ مُجتَمِعَةً ، وَالأَهواءُ مُؤتَلِفَةً ، وَالقُلوبُ مُعتَدِلَةً ، وَالأَيدي مُتَرادِفَةً ، والسُّيوفُ مُتَناصِرَةً ، وَالبَصائِرُ نافِذَةً ، وَالعَزائِمُ واحِدَةً . أَ لَم يَكونوا أرباباً في أقطارِ الأَرَضينَ ، ومُلوكاً عَلى رِقابِ العالَمينَ ؟ فَانظُروا إلى ما صاروا إلَيهِ في آخِرِ اُمورِهِم حينَ وَقَعَتِ الفُرقَةُ ، وتَشَ الاُلفَةُ ، وَاختَلَفَتِ الكَلِمَة

1.جمع ملأ ؛ أشراف النّاس ورؤساؤهم ومقدّموهم الَّذي يُرجَع إلى قولهم (النهاية : ج۴ ص۳۵۱) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
500

وإيّاكُم والفُرقَةَ ! فَإِنَّ الشّاذَّ مِنَ النّاسِ لِلشَّيطانِ ، كَما أنَّ الشّاذَّ مِنَ الغَنَمِ لِلذِّئبِ ۱ .

۱۶۳۷.عنه عليه السلام :لِيَردَعكُمُ الإِسلامُ ووَقارُهُ عَنِ التَّباغي والتَّهاذي ، وَلتَجتَمِع كَلِمَتُكُم ، وَالزَموا دِينَ اللّهِ الَّذي لا يُقبَلُ مِن أحَدٍ غَيرُهُ ، وكَلِمَةَ الإِخلاصِ الَّتي هي قِوامُ الدّينِ ۲ .

۱۶۳۸.عنه عليه السلام :إيّاكُم وَالتَّلَوُّنَ في دينِ اللّهِ ؛ فَإِنَّ جَماعَةً فيما تَكرَهونَ مِنَ الحَقِّ خَيرٌ مِن فُرقَةٍ فيما تُحِبّونَ مِنَ الباطِلِ ، و إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ لَم يُعطِ أحَدا بِفُرقَةٍ خَيرا ، مِمَّن مَضَى ولا مِمَّن بَقِيَ ۳ .

۱۶۳۹.عنه عليه السلام :إنَّ الشَّيطانَ يُسَنّي ۴ لَكُم طُرُقَهُ ، ويُريدُ أن يَحُلَّ دينَكُم عُقدَةً عُقدَةً ، ويُعطِيَكُم بِالجَماعَةِ الفُرقَةَ ، وبِالفُرقَةِ الفِتنَةَ ، فَاصدِفوا عَن نَزَغاتِهِ ونَفَثاتِهِ ۵ .

۱۶۴۰.عنه عليه السلام :وايمُ اللّهِ ، ما اختَلَفَت اُمَّةٌ بَعدَ نَبِيِّها إلّا ظَهَرَ باطِلُها عَلى حَقِّها ، إلّا ما شاءَ اللّهُ ۶ .

۱۶۴۱.عنه عليه السلام :وإنّي ، وَاللّهِ ، لَأَظُنُّ أنَّ هؤلاءِ القَومَ سَيُدالونَ ۷ مِنكُم بِاجتِماعِهِم عَلى باطِلِهِم ، وتَفَرُّقِكُم عَن حَقِّكُم ۸ .

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۷ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۱۰۱ ح۲۳۱۲ وفيه من «إيّاكم والفُرقة . . .» ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۷۳ ح۶۰۴ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۴۵ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۶ ، بحار الأنوار : ج۲ ص۳۱۳ ح۷۶ ؛ ينابيع المودّة : ج۳ ص۴۳۷ ح۹ وليس فيه من «فإنّ جماعة» إلى «الباطل» .

4.يقال : سنَّيتُ الشيء : إذا فتحته وسهّلته . وتسنّى لي كذا : أي تيسّر وتأتّى (النهاية : ج۲ ص۴۱۵) .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۱ .

6.الأمالي للمفيد : ص۲۳۵ ح۵ ، الأمالي للطوسي : ص۱۱ ح۱۳ كلاهما عن الأصبغ بن نباتة ، وقعة صفّين : ص۲۲۴ عن أبي سنان الأسلمي ؛ شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۱۸۱ وفيهما «أهل باطلها على أهل حقّها» .

7.الإدالة : الغلبة (النهاية : ج۲ ص۱۴۱) .

8.نهج البلاغة : الخطبة ۲۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32271
صفحه از 600
پرینت  ارسال به