47
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

بُهِتَ لا يَدري ما يُجِيبُني بِهِ !
اللّهُمَّ إنِّي أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ومَن أعانَهُم ! فَإِنَّهُم قَطَعوا رَحِمي ، وصَغَّروا عَظيمَ مَنزِلَتي ، وأجمَعوا عَلى مُنازَعَتي أمرا هُوَ لي . ثُمَّ قالوا : ألا إنَّ فِي الحَقِّ أن تأخُذَهُ ، وفِي الحَقِّ أن تَترُكَهُ ۱ .

۹۶۸.عنه عليه السلامـ يَصِفُ حالَهُ قَبلَ البَيعَةِ لَهُ ـ: فَنَظَرتُ فَإِذا لَيسَ لي مُعينٌ إلّا أهلُ بَيتي ، فَضَنِنتُ بِهِم عَنِ المَوتِ ، وأغضَيتُ عَلَى القَذى ، وشَرِبتُ عَلَى الشَّجا ، وصَبَرتُ عَلى أخذِ الكَظَمِ وعَلى أمَرَّ مِن طَعمِ العَلقَمِ ۲ .

۹۶۹.عنه عليه السلامـ فِي التَّظَلُّمِ وَالتَّشَكّي مِن قُرَيشٍ ـ: اللّهُمَّ إنّي أستَعديكَ عَلى قُرَيشٍ ومَن أعانَهُم ؛ فَإِنَّهُم قَد قَطَعوا رَحِمي ، وأكفَؤوا إنائي ، وأجمَعوا عَلى مُنازَعَتي حَقّا كُنتُ أولى بِهِ مِن غَيري ، وقالوا : «ألا إنَّ فِي الحَقِّ أن تَأخُذَهُ ، وفِي الحَقِّ أن تُمنَعَهُ ، فَاصبِر مَغموما ، أو مُت مُتَأَسِّفا» ، فَنَظَرتُ فَإِذا لَيسَ لي رافِدٌ ، ولا ذابٌّ ، ولا مُساعِدٌ ، إلّا أهلَ بَيتي ، فَضَنِنتُ بِهِم عَنِ المَنِيَّةِ ، فَأَغضَيتُ عَلَى القَذى ، وجَرِعتُ رِيقي عَلَى الشَّجا ، وصَبَرتُ مِن كَظمِ الغَيظِ عَلى أمَرَّ مِنَ العَلقَمِ ، وآلَمَ لِلقَلبِ مِن وَخزِ الشِّفارِ ۳ .

۹۷۰.الإمام زين العابدين عليه السلام :بَينَما أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ في أصعَبِ مَوقِفٍ بِصِفّينَ ، إذ قامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن بَني دودانَ ، فَقالَ : ما بالُ قَومِكُم دَفَعوكُم عَن هذَا الأَمرِ وأنتُمُ الأَعلونَ نَسَبا ، وأَشَدَّ نَوطا ۴ بِالرَّسولِ ، وفَهما بِالكِتابِ وَالسُّنَّةِ ؟ !

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۲ وراجع كشف المحجّة : ص۲۴۷ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۲۶ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۱ ص۲۷۱ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۲۱۷ ، الغارات : ج۱ ص۳۰۸ ، كشف المحجّة : ص۲۴۸ ، الصراط المستقيم : ج۳ ص۴۳ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۷۶ كلّها نحوه .

4.ناطه : علّقه (المصباح المنير : ص۶۳۰) . أي أشدّ تعلّقا بالرسول صلى الله عليه و آله .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
46

وَانصَرَفَ عَلِيٌّ إلى مَنزِلِهِ وَلَم يُبايِع ، ولَزِمَ بَيتَهُ حَتّى ماتَت فاطِمَةُ فَبايَعَ ۱ .

۱ / ۱۱

اِعتِراضُ الإِمامِ عَلى قَرارِ السَّقيفَةِ

۹۶۶.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ تَشتَمِلُ عَلَى الشَّكوى مِن أمرِ الخِلافَةِ ـ: أما وَاللّهِ لَقَد تَقَمَّصَها فُلانٌ وإنَّهُ لَيَعلَمُ أنَّ مَحَلّي مِنها مَحَلُّ القُطبِ مِنَ الرَّحا ، يَنحَدِرُ عَنِّي السَّيلُ ولا يَرقى إلَيَّ الطَّيرُ ، فَسَدَلتُ دونَها ثَوبا ، وطَوَيتُ عَنها كَشحا ۲ ، وطَفِقتُ أرتَئي بَينَ أن أصولَ بِيَدٍ جَذّاءَ ۳ ، أو أصبِرَ عَلى طَخيَةٍ ۴ عَمياءَ ، يَهرَمُ فيهَا الكَبيرُ ، وَيَشيبُ فيهَا الصَّغِيرُ ، ويَكدَحُ فيها مُؤمِنٌ حتّى يَلقى رَبَّهُ ! فَرَأَيتُ أنَّ الصَّبرَ عَلى هاتا أحجى ، فَصَبَرتُ وفِي العَينِ قَذىً ، وفِي الحَلقِ شَجا ۵ ، أرى تُراثي نَهبا ۶ .

۹۶۷.عنه عليه السلام :وقَد قالَ قَائِلٌ : إنَّكَ عَلى هذَا الأَمرِ يَابنَ أبي طالِبٍ لَحَريصٌ ! فَقُلتُ : بَل أنتُم وَاللّهِ لَأَحرَصُ وأبعَدُ ، وأنَا أخَصُّ وأقرَبُ ، وإِنَّما طَلَبتُ حَقّا لي ، وأنتمُ تَحولونَ بَيني وبَينَهُ ، وتَضرِبونَ وَجهي دونَهُ . فَلَمّا قَرَّعتُهُ بِالحُجَّةِ فِي المَلَأِ الحاضِرينَ هَبَّ كَأَنَّه

1.شرح نهج البلاغة: ج۶ ص۱۱ ؛ بحار الأنوار : ج۲۸ ص۳۴۷ ح۶۰ .

2.الكَشْح : ما بين الخاصرة إلى الضلع الخَلْف ، كناية عن امتناعه وإعراضه عنها (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۵۷۲) .

3.جَذّاء : مقطوعة ، كنّى به عن قصور أصحابه وتقاعدهم عن الغزو ؛ فإنّ الجند للأمير كاليد (النهاية : ج۱ ص۲۵۰) .

4.طخية عمياء : أي ظلمة لا يهتدى فيها للحقّ ، وكنّى بها عن التباس الاُمور في أمر الخلافة (مجمع البحرين : ج۱ ص۲۷۹) .

5.القذى : ما يقع في العين فيؤذيها كالغبار ونحوه . والشجا : ما ينشب في الحلق من عظمٍ ونحوه فيُغصُّ به ، وهما كنايتان عن النقمة ومرارة الصبر والتألّم من الغبن (مجمع البحرين : ج۲ ص۹۳۲) .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۳ ، معاني الأخبار : ص۳۶۱ ح۱ ، علل الشرائع : ص۱۵۰ ح۱۲ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۸۷ ، الأمالي للطوسي : ص۳۷۲ ح۸۰۳ كلّها عن ابن عبّاس ، الجمل : ص۱۷۱ وليس فيه من «فسدلت» إلى «أحجى» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32239
صفحه از 600
پرینت  ارسال به