فَلَمّا خَرَجَ عليه السلام قالَ لَهُ قَنبَرٌ : يا مَولايَ ، رَأَيتُ اللَّيلَةَ شَيئا عَجيبا قَد عَلِمتُ سَبَبَ بَعضِهِ وهُوَ حَملُكَ لِلزّادِ طَلَبا لِلثَّوابِ ، أمّا طَوافُكَ بِالبَيتِ عَلى يَدَيكَ ورِجلَيكَ وَالبَعبَعَةُ فَما أدري سَبَبَ ذلِكَ !
فَقالَ عليه السلام : يا قَنبَرُ ، إنّي دَخَلتُ عَلى هؤلُاءِ الأَطفالِ وهُم يَبكونَ مِن شِدَّةِ الجوعِ ، فَأَحبَبتُ أن أخرُجَ عَنهُم وهُم يَضحَكونَ مَعَ الشِّبَعِ ، فَلَم أجِد سَبَبا سِوى ما فَعَلتُ ۱ .
۵ / ۱۴
النَّهيُ عَنِ الجودِ بِأَموالِ العامَّةِ
۱۵۳۶.الإمام عليّ عليه السلام :جودُ الوُلاةِ بِفَيءِ المُسلِمينَ جَورٌ وخَترٌ ۲۳ .
۱۵۳۷.عنه عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ كَلَّمَ بِهِ عَبدَ اللّهِ بن زَمعَةَ ، وهُوَ مِن شيعَتِهِ ، وذلِكَ أنَّهُ قَدِمَ عَلَيهِ في خِلافَتِهِ يَطلُبُ مِنهُ مالاً ـ: إنَّ هذَا المالَ لَيسَ لي ولا لَكَ ، وإنَّما هُوَ فَيءٌ لِلمُسلِمينَ وجَلبُ أسيافِهِم ؛ فَإِن شَرِكتَهُم في حَربِهِم كانَ لَكَ مِثلُ حَظِّهِم ، وإلّا فَجَناةُ ۴ أيديهِم لا تَكونُ لِغَيرِ أفواهِهِم ۵ .
۱۵۳۸.دعائم الإسلام :إنَّهُ [عَلِيّاً عليه السلام ] جَلَسَ يَقسِمُ مالاً بَينَ المُسلِمينَ ، فَوَقَفَ بِهِ شَيخٌ كَبيرٌ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي شَيخٌ كَبيرٌ كَما تَرى ، وأنَا مُكاتَبٌ ۶ ، فَأَعِنّي مِن هذَا المالِ . فَقالَ : وَاللّهِ ، ما هُوَ بِكَدِّ يَدي ولا تُراثي مِنَ الوالِدِ ، ولكِنَّها أمانَةٌ اُرعيتُها فَأَنَا
1.كشف اليقين : ص۱۳۶ ح۱۲۹ .
2.الخَتْر : الغَدْر (النهاية : ج۲ ص۹) .
3.غرر الحكم : ح۴۷۲۵ .
4.جَنَى الثَمَرةَ ونحوها وتَجَنّاها : تناولها من شجرتها . والجَنَى : ما يُجْنَى من الشجر ، واحدته جَناة ، وقيل : الجَناةُ كالجَنَى (لسان العرب : ج۱۴ ص۱۵۵) .
5.نهج البلاغة : الخطبة ۲۳۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۱۰ ، غرر الحكم : ح۳۷۰۲ نحوه .
6.الكِتابة : أن يُكاتِب الرجلُ عبدَه على مال يؤدِّيه إليه مُنَجَّماً ، فإذا أدّاه صار حُرّاً (النهاية : ج۴ ص۱۴۸) .