463
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

حَتّى قالَ بَعضُ أصحابِهِ : لَوَدِدتُ أنّي كُنتُ يَتيما ۱ .

۱۵۳۳.أنساب الأشراف عن الحَكَم :شَهِدتُ عَلِيّا واُتِيَ بِزِقاقٍ مِن عَسَلٍ ، فَدَعَا اليَتامى وقالَ : دِبّوا ۲ وَالعَقوا ، حَتّى تَمَنَّيتُ أنّي يَتيمٌ ، فَقَسَمَهُ بَينَ النّاسِ وبَقِيَ مِنهُ زِقٌّ ۳ ، فَأَمَرَ أن يُسقاهُ أهلَ المَسجِدِ ۴ .

۱۵۳۴.المناقب لابن شهر آشوب :نَظَرَ عَلِيٌّ إلَى امرَأَةٍ عَلى كَتِفِها قِربَةُ ماءٍ ، فَأَخَذَ مِنهَا القِربَةَ فَحَمَلَها إلى مَوضِعِها ، وسَأَلَها عَن حالِها فَقالَت : بَعَثَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ صاحِبي إلى بَعضِ الثُّغورِ فَقُتِلَ ، وتَرَكَ عَلَيَّ صِبيانا يَتامى ولَيسَ عِندي شَيءٌ ، فَقَد ألجَأَتنِي الضَّرورَةُ إلى خِدمَةِ النّاسِ . فَانصَرَفَ وباتَ لَيلَتَهُ قَلِقا .
فَلَمّا أصبَحَ حَمَلَ زِنبِيلاً فيهِ طَعامٌ ، فَقالَ بَعضُهُم : أعطِني أحمِلهُ عَنكَ . فَقالَ : مَن يَحمِلُ وِزري عَنّي يَومَ القِيامَةِ ! فَأَتى وقَرَعَ البابَ ، فَقالَت : مَن هذا ؟ قالَ : أنَا ذلِكَ العَبدُ الَّذي حَمَلَ مَعَكِ القِربَةَ ، فَافتَحي فَإِنَّ مَعي شَيئا لِلصِّبيانِ . فَقالَت : رَضِيَ اللّهُ عَنكَ وحَكَمَ بَيني وبَينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ! فَدَخَلَ وقالَ : إنّي أحببَتُ اكتِسابَ الثَّوابِ فَاختاري بَينَ أن تَعجِنينَ ۵ وتَخبِزينَ ، وبَينَ أن

1.ربيع الأبرار : ج۲ ص۱۴۸ ، المعيار والموازنة : ص۲۵۱ نحوه ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۷۵ .

2.الدبيب : حركة على الأرض أخفّ من المشي (معجم مقاييس اللغة : ج۲ ص۲۶۳) .

3.في المصدر : «زقّاً» ، وهو تصحيف .

4.أنساب الأشراف : ج۲ ص۳۷۳ .

5.كذا في المصدر وبحار الأنوار ، ومقتضى القواعد النحوية المعمول بها اليوم أن يقال : «أن تعجني وتخبزي ... وتعلّلي» ؛ لمكان «أنْ» الناصبة للفعل المضارع . لكن ذكر صاحب النحو الوافي أنّ بعض القبائل العربيّة يهملها ، فلا ينصب بها المضارع برغم استيفائها شروط نصْبه ؛ كقراءة من قرأ قوله تعالى : «وَالْوَ لِدَ تُ يُرْضِعْنَ أَوْلَـدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ» برفع المضارع «يتمُّ» على اعتبار «أنْ» مصدريّة مهملة . والأنسب اليوم ترك هذه اللغة لأهلها ، والاقتصار على الإعمال ؛ حرصاً على الإبانة ، وبُعداً عن الإلباس (النحو الوافي : ج۴ ص۲۶۷) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
462

يَلقاهُم بِبَسطِ الوَجهِ ، ولينِ الجانِبِ ، وأمَرَهُ أن يَلزِمَ التَّواضُعَ ، ويَجتَنِبَ التَّكَبُّرَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ يَرفَعُ المُتَواضِعينَ ويَضَعُ المُتَكَبِّرينَ . ثُمَّ قالَ لَهُ : يا مِخنَفَ بنَ سُلَيمٍ ، إنَّ لَكَ في هذِهِ الصَّدَقَةِ نَصيبا وحَقّا مَفروضا ، ولَكَ فيهِ شُرَكاءَ : فُقَراءَ ، ومَساكينَ ، وغارِمينَ ، ومُجاهِدينَ ، وأبناءَ سَبيلٍ ، ومَملوكينَ ، ومُتَأَ لَّفينَ ، وإنّا مُوَفّوكَ حَقَّكَ ، فَوَفِّهِم حُقوقَهُم ، وإلّا فَإِنَّكَ مِن أكثَرِ النّاسِ يَومَ القِيامَةِ خُصَماءَ ، وبُؤسا لِامرِئٍ أن يَكونَ خَصمُهُ مِثلَ هؤُلاءِ ! ۱

۵ / ۱۳

العِنايَةُ الخاصَّةُ بِالأَيتامِ

۱۵۳۱.الكافي عن حبيب بن أبي ثابت :جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام عَسَلٌ وتينٌ مِن هَمَدانَ ۲ وحُلوانَ ۳ ، فَأَمَرَ العُرَفاءَ ۴ أن يَأتوا بِاليَتامى ، فأَمكَنَهُم مِن رُؤوسِ الأَزقاقِ ۵ يَلعَقونَها وهُوَ يَقسِمُها لِلنّاسِ قَدَحا قَدَحا ، فَقيلَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما لَهُم يَلعَقونَها ؟ فَقالَ : إنَّ الإِمامَ أبُو اليَتامى ، وإنَّما ألعَقتُهُم هذا بِرِعايَةِ الآباءِ ۶ .

۱۵۳۲.ربيع الأبرار عن أبي الطُّفيل :رَأَيتُ عَلِيّا ـ كَرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ ـ يَدعُو اليَتامَى فَيُطعِمُهُمُ العَسَلَ ،

1.دعائم الإسلام : ج۱ ص۲۵۲ ، بحار الأنوار : ج۹۶ ص۸۵ ح۷ .

2.هَمَدان : مدينة تقع في غرب إيران ، وهي مركز محافظة همدان ، قريبة من مدينة كرمانشاه .

3.حُلْوان : مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها ، وهي بقرب الجبل ، وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها (معجم البلدان : ج ۲ ص ۲۹۱) .

4.جَمْع عَرِيف : وهو القيِّم باُمور القبيلة أو الجماعة من النّاس يَلي اُمورَهم ويتعرّف الأميرُ منه أحوالهم (النهاية : ج۳ ص۲۱۸) .

5.الزِّقّ : السِّقاء يُنْقَل فيه الماءُ ، أو جِلدٌ يُجَزّ شَعْرُه ولا يُنْتَف نَتْفَ الأدِيم . وقيل : الزِّقّ من الاُهُب : كلّ وعاءٍ اتُّخِذ للشراب وغيره . والجمع أزْقاق وزِقاق وزُقّان (تاج العروس : ج۱۳ ص۱۹۶) .

6.الكافي : ج۱ ص۴۰۶ ح۵ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۱۲۳ ح۳۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32183
صفحه از 600
پرینت  ارسال به