461
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

۱۵۲۷.عنه عليه السلامـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ (في روايَةِ تُحَفِ العُقولِ) ـ: وتَعَهَّد أهلَ اليُتمِ وَالزَّمانَةِ وَالرِّقَّةِ فِي السِّنِّ مِمَّن لا حيلَةَ لَهُ ، ولا يَنصِبُ لِلمَسأَلَةِ نَفسَهُ ؛ فَأَجرِ لَهُم أرزاقاً ، فَإِنَّهُم عِبادُ اللّهِ ، فَتَقَرَّب إلَى اللّهِ بِتَخَلُّصِهِم ووَضعِهِم مَواضِعَهُم في أقواتِهِم وحُقوقِهِم ، فَإِنَّ الأَعمالَ تَخلُصُ بِصِدقِ النِّيّاتِ . ثُمَّ إنَّهُ لا تَسكُنُ نُفوسُ النّاسِ أو بَعضِهِم إلى أنَّكَ قَد قَضَيتَ حُقوقَهُم بِظَهرِ الغَيبِ دونَ مُشافَهَتِكَ بِالحاجاتِ ، وذلِكَ عَلَى الوُلاةِ ثَقيلٌ ، وَالحَقُّ كُلُّهُ ثَقيلٌ ، وقَد يُخَفِّفُهُ اللّهُ عَلى أقوامٍ طَلَبُوا العاقِبَةَ فَصَبَّروا نُفوسَهُم ، ووَثِقوا بِصِدقِ مَوعودِ اللّهِ لِمَن صَبَرَ وَاحتَسَبَ ، فَكُن مِنهُم وَاستَعِن بِاللّهِ ۱ .

۱۵۲۸.عنه عليه السلامـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ ، وهُوَ في بَيانِ طَبَقاتِ النّاسِ ـ: اِعلَمْ أنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقاتٌ . . . ثُمَّ الطَّبَقَةُ السُّفلى مِن أهلِ الحاجَةِ وَالمَسكَنَةِ الَّذينَ يَحِقُّ رِفدُهُم ومَعونَتُهُم . وفِي اللّهِ لِكُلٍّ سَعَةٌ ، ولِكُلٍّ عَلَى الوالي حَقٌّ بِقَدرِ ما يُصلِحُهُ ۲ .

۱۵۲۹.عنه عليه السلامـ مِن كِتابِهِ إلى بَعضِ عُمّالِهِ ، وقَد بَعَثَهُ عَلَى الصَّدَقَةِ ـ: إنَّ لَكَ في هذِهِ الصَّدَقَةِ نَصيبا مَفروضا ، وحَقّا مَعلوما ، وشُرَكاءَ أهلَ مَسكَنَةٍ ، وضُعَفاءَ ذَوي فاقَةٍ ، وإنّا مُوَفّوكَ حَقَّكَ ، فَوَفِّهِم حُقوقَهُم ، وإلّا تَفعَل فَإِنَّكَ مِن أكثَرِ النّاسِ خُصوما يَومَ القِيامَةِ ، وبُؤسى لِمَن خَصمُهُ عِندَ اللّهِ الفُقَراءُ وَالمُساكينُ ، وَالسّائِلونَ ، وَالمَدفوعونَ ، وَالغارِمونَ ، وَابنُ السَّبيلِ ! ۳

۱۵۳۰.دعائم الإسلام :إنَّهُ [عَلِيّاً عليه السلام ] أوصى مِخنَفَ بنَ سُلَيمٍ الأَزدِيَّ ـ وقَد بَعَثَهُ عَلَى الصَّدَقَةِ ـ بِوَصِيَّةٍ طَويلَةٍ أمَرَهُ فيها بِتَقوَى اللّهِ رَبِّهِ ، في سَرائِرِ اُمورِهِ وخَفِيّاتِ أعمالِهِ ، وأن

1.تحف العقول : ص۱۴۱ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص۱۳۲ وفيه «في فيء اللّه » بدل «في اللّه » وراجع دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۵۷ .

3.نهج البلاغة : الكتاب ۲۶ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
460

فَاصرِفهُ إلى مَن قِبَلَكَ مِن ذَوِي العِيالِ وَالمَجاعَةِ ، مُصيبا بِهِ مَواضِعِ الفاقَةِ وَالخَلّاتِ ۱ ، وما فَضَلَ عَن ذلِكَ فاحمِلهُ إلَينا لِنَقسِمَهُ فيمَن قِبَلَنا ۲ .

۱۵۲۶.عنه عليه السلامـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ ـ: ثُمَّ اللّهَ اللّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفلى مِنَ الَّذينَ لا حيلَةَ لَهُم ، مِنَ المَساكينِ وَالمُحتاجينَ وأهلِ البُؤسى وَالزَّمنى ۳ ؛ فَإِنَّ في هذِهِ الطَّبَقَةِ قانِعا ومُعتَرّا ۴ ، وَاحفَظ للّهِِ ما استَحفَظَكَ مِن حَقِّهِ فيهِم ، وَاجعَل لَهُم قِسما مِن بَيتِ مالِكَ ، وقِسما مِن غَلّاتِ صَوافِي ۵ الإِسلامِ في كُلِّ بَلَد ، فَإِنَّ لِلأَقصى مِنهُم مِثلَ الَّذي لِلأَدنى ، وكُلٌّ قَدِ استُرعيتَ حَقَّهُ ، فَلا يَشغَلَنَّكَ عَنهُم بَطَرٌ ، فَإِنَّكَ لا تُعذَرُ بِتَضييعِكَ التّافِهَ لِاءحكامِكَ الكَثيرَ المُهِمَّ ، فَلا تُشخِص هَمَّكَ عَنهُم ، ولا تُصَعِّر خَدَّكَ لَهُم .
وتَفَقَّد اُمورَ مَن لا يَصِلُ إلَيكَ مِنهُم مِمَّن تَقتَحِمُهُ العُيونُ ، وتَحْقِرُهُ الرِّجالُ ، فَفَرِّغ لِاُولئِكَ ثِقَتَكَ مِن أهلِ الخَشيَةِ وَالتَّواضُعِ . فَليَرفَع إلَيكَ اُمورَهُم ، ثُمَّ اعمَل فيهِم بِالإِعذارِ إلَى اللّهِ يَومَ تَلقاهُ ، فَإِنَّ هؤُلاءِ مِن بَينِ الرَّعِيَّةِ أحوَجُ إلَى الإِنصافِ مِن غَيرِهِم ، وكُلٌّ فَأَعذِر إلَى اللّهِ في تَأدِيَةِ حَقِّهِ إلَيهِ .
وتَعَهَّد أهلَ اليُتمِ وذَوي الرِّقَّةِ ۶ فِي السِّنِّ مِمَّن لا حيلَةَ لَهُ ، ولا يَنصِبُ لِلمَسأَلَةِ نَفسَهُ . وذلِكَ عَلَى الوُلاةِ ثَقيلٌ ، وَالحَقُّ كُلُّهُ ثَقيلٌ ۷ .

1.جَمْع خَلَّة : الحاجة والفَقْر (اُنظر النهاية : ج۲ ص۷۲) .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۶۷ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۴۹۷ ح۷۰۲ .

3.جَمْع زَمِين . ورجلٌ زَمِنٌ وزَمِينٌ : أي مُبْتَلىً بَيِّنُ الزَّمانَة . والزَّمانة : العاهَة (اُنظر لسان العرب : ج۱۳ ص۱۹۹) .

4.المُعْتَرّ : هو الَّذي يتعرّض للسؤال من غير طلب (النهاية : ج۳ ص۲۰۵) .

5.الصَّوافي : الأملاك والأرض الَّتي جَلا عنها أهلُها أو ماتوا ولا وارث لها ، واحدتها صافِية (لسان العرب : ج۱۴ ص۴۶۳) .

6.يقال : رقّت عظام فلان إذا كبر وأسنَّ (لسان العرب : ج۱۰ ص۱۲۲) .

7.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ وراجع دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۶۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32305
صفحه از 600
پرینت  ارسال به