فَتَكَلَّمَ بَشيرُ بنُ سَعدٍ الأَنصارِيُّ فَقالَ : يا أبَا الحَسَنِ ، أما وَاللّهِ لَو أنَّ هذَا الكَلامَ سَمِعَهُ النّاسُ مِنكَ قَبلَ البَيعَةِ لَمَا اختَلَفَ عَلَيكَ رَجُلانِ ، وَلَبايَعَكَ النّاسُ كُلُّهُم ، غَيرَ أنَّكَ جَلَستَ في مَنزِلِكَ وَلَم تَشهَد هذَا الأَمرَ ، فَظَنَّ النّاسُ أن لا حاجَةَ لَكَ فيهِ ، وَالآنَ فَقَد سَبَقَتِ البَيعَةُ لِهذَا الشَّيخِ ، وَأنتَ عَلى رَأسِ أمرِكَ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : وَيحَكَ يا بَشيرُ ! أ فَكانَ يَجِبُ أن أترُكَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله في بَيتِهِ فَلَم أجِبهُ إلى حُفرَتِهِ ، وأخرُجَ اُنازِعُ النّاسَ بِالخِلافَةِ ؟ ! ۱
۹۶۵.شرح نهج البلاغة عن سعيد بن كثير بن عُفير الأنصاريـ في ذِكرِ يَومِ السَّقيفَةِ ـ: كَثُرَ النّاسُ عَلى أبي بَكرٍ ، فَبايَعَهُ مُعظَمُ المُسلِمينَ في ذلِكَ اليَومِ ، وَاجتَمَعَت بَنو هاشِمٍ إلى بَيتِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَمَعَهُمُ الزُّبَيرُ ؛ وكانَ يَعُدُّ نَفسَهُ رَجُلاً مِن بَني هاشِمٍ ، كانَ عَلِيٌّ يَقولُ : ما زالَ الزُّبَيرُ مِنّا أهلَ البَيتِ حَتّى نَشَأَ بَنوهُ فَصَرَفوهُ عَنّا .
وَاجتَمَعَت بَنو اُمَيَّةَ إلى عُثمانَ بنِ عَفّانَ ، وَاجتَمَعَت بَنو زُهرَةَ إلى سَعدٍ وَعَبدِ الرَّحمنِ ، فَأَقبَلَ عُمَرُ إلَيهِم وَأبو عُبَيدَةَ فَقالَ : مالي أراكُم مُلتاثينَ ۲ ؟ قوموا فَبايِعوا أبا بَكرٍ ؛ فَقَد بايَعَ لَهُ النّاسُ ، وَبايَعَهُ الأَنصارُ . فَقامَ عُثمانُ وَمَن مَعَهُ ، وَقامَ سَعدٌ وعَبدُ الرَّحمنِ وَمَن مَعَهُما فَبايَعوا أبا بَكرٍ .
وَذَهَبَ عُمَرُ وَمَعَهُ عِصابَةٌ إلى بَيتِ فاطِمَةَ ، مِنهُم اُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ ، وَسلَمَةُ بنُ أسلَمَ ، فَقالَ لَهم : اِنطَلِقوا فَبايِعوا ، فَأَبَوا عَلَيهِ ، وَخَرَجَ إلَيهِمُ الزُّبَيرُ بِسَيفِهِ ، فَقالَ عُمَرُ : عَلَيكُم الكَلبَ ، فَوَثَبَ عَلَيهِ سَلَمَةُ بنُ أسلَمَ ، فَأَخَذَ السَّيفَ مِن يَدِهِ ، فَضَرَبَ بِهِ الجِدارَ ، ثُمَّ انطَلَقوا بِهِ وَبِعَلِيٍّ وَمَعَهُما بَنو هاشِمٍ ، وَعَلِيٌّ يَقولُ : أنَا عَبدُ اللّهِ وَأخو