فَماذا قالَت قُرَيشٌ؟
قالوا : اِحتَجَّت بِأَنَّها شَجَرَةُ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ عليه السلام : اِحتَجّوا بِالشَّجَرَةِ ، وأضاعُوا الثَّمَرَةَ ۱ !
۳ ـ الشعر الَّذي نقله الشريف الرضيّ في نهج البلاغة وفي خصائص الأئمّة ، ويشتمل على مضمون كلام الإمام عليّ عليه السلام يدلّ على أنّ المهاجرين استدلّوا بالقرابة ، وإنّ الإمام قد استدلّ في مقابلهم بالأقربيّة :
وإن كُنتَ بِالقُربى حَجَجتَ خَصيمَهُم
فَغَيرُكَ أولى بِالنَّبِيِّ وأقرَبُ ۲
۴ ـ قال عليّ عليه السلام عند تسليطه الأضواء على واقعة السقيفة:
قالَت قُرَيشٌ : مِنّا أميرٌ . وقالَتِ الأَنصارُ : مِنّا أميرٌ . فَقالَت قُرَيشٌ : مِنّا مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَنَحنُ أحَقُّ بِذلِكَ الأَمرِ . فَعَرَفَت ذلِكَ الأَنصارُ ، فَسَلَّمَت لَهُمُ الوِلايَةَ وَالسُّلطانَ . فَإِذَا استَحَقّوها بِمُحَمَّدٍّ صلى الله عليه و آله دونَ الأَنصارِ ، فَإِنَّ أولَى النّاسِ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله أحَقُّ بِها مِنهُم ۳ .
وفي هذا الصدد أيضا جاء في الكتاب ۲۸ من نهج البلاغة : لَمَّا احتَجَّ المُهاجِرونَ عَلىَ الأنصارِ يَومَ السَّقيفَةِ بِرَسُولِ اللّهِ عليه السلام فَلَجوا ۴ عَلَيهِم ، فَاِن يَكُنِ الفَلَجُ بِهِ فَالحَقُّ لَنا دونَكُم .
وخلاصة القول في ضوء المبنى الصحيح للإمامة ؛ وهو أنّ الإمامة منصب إلهي يتحقّق بالنصّ ولا يستقي مشروعيّته من الشعب ، وعدم صحّة حمل القول الأول على الجدال بالَّتي هي أحسن ، فيكون القول الثالث : «أ تَكونُ الخِلافَةُ بِالصَّحابَةِ وَالقَرابَةِ وَلا تَكونُ بِالقَرابَةِ وَالنَّصِّ؟» هو الصحيح . علما بأنّ القول الأوّل يمكن
1.نهج البلاغة : الخطبة ۶۷ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۸۶ .
2.راجع : نهج البلاغة : ذيل الحكمة ۱۹۰ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص ۱۱۱ .
3.وقعة صفّين : ص۹۱ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱۵ ص۷۸ .
4.فَلَجَ أصحابه : إذا غلبهم (النهاية : ج۳ ص۴۸۶) .