۱۳۴۴.شرح نهج البلاغة عن المدائنيـ في ذِكرِ مَجلِسٍ حَضَرَ فيهِ ابنُ عَبّاسٍ ومُعاوِيَةُ ـ: فَقالَ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ : أما وَاللّهِ لَقَد أشَرتُ عَلى عَلِيٍّ بِالنَّصيحَةِ فَآثَرَ رَأيَهُ ، وَمضى عَلى غُلَوائِهِ ، فَكانَتِ العاقِبَةُ عَلَيهِ لا لَهُ ، وإنّي لَأَحسَبُ أنَّ خَلقَهُ يَقتَدونَ بِمَنهَجِهِ .
فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : كانَ وَاللّهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام أعلَمَ بِوُجوهِ الرَّأيِ ، ومَعاقِدِ الحَزِم ، وتَصريفِ الاُمورِ ، مِن أن يَقبَلَ مَشورَتَكَ فيما نَهَى اللّهُ عَنهُ ، وعَنَّفَ عَلَيهِ ، قالَ سُبحانَهُ : «لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْأَخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ . . .» ۱ ، ولَقَد وَقَّفَكَ عَلى ذِكرٍ مُبينٍ ، وآيَةٍ مَتلُوَّةٍ ؛ قَولُهُ تَعالى : «وَ مَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا» ۲ .
وهَل كانَ يَسوغُ لَهُ أن يُحَكِّمِ في دِماءِ المُسلِمينَ وفَيءِ المُؤمِنينَ ، مَن لَيسَ بِمَأمونٍ عِندَهُ ، ولا مَوثوقٍ بِهِ في نفَسِهِ ؟ هَيهاتَ هَيهاتَ ! هُوَ أعلَمُ بِفَرضِ اللّهِ وسُنَّةِ رَسولِهِ أن يُبطِنَ خِلافَ ما يُظهِرَ إلّا لِلتَّقِيَّةِ ، ولاتَ حينَ تَقِيَّةٍ ! مَعَ وُضوحِ الحَقِّ ، وثُبوتِ الجَنانِ ، وكَثرَةِ الأَنصارِ ، يَمضي كَالسَّيفِ المُصلِتِ في أمرِ اللّهِ ، مُؤثِرا لِطاعَةِ ربِّهِ ، وَالتَّقوى عَلى آراءِ أهلِ الدُّنيا ۳ .
۲ / ۳
اِستِردادُ أموالِ بَيتِ المالِ
۱۳۴۵.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ فيما رَدَّهُ عَلَى المُسلِمينَ مِن قَطائِعِ عُثمانَ ـ: وَاللّهِ لَو وَجَدتُهُ قَد تُزُوِّجَ بِهِ النِّساءُ ، ومُلِكَ بِهِ الإِماءُ ؛ لَرَدَدتُهُ ، فَإِنَّ فِي العَدلِ سَعَةً ، ومَن ضاقَ عَلَيه