وكان يعتقد أنّ الحكومة وطاعة الحاكم قائمان على أساس «قانون القَهر» ، فكان يقول : الحقّ لمَن غلب وتسلّط على رقاب النّاس وقهرهم ۱ .
ولمّا كان الإمام عليّ عليه السلام يؤكّد حرّية النّاس واختيارهم في البيعة ويقول : «لا اُجبر أحدا على طاعتي» تخلّف عن بيعته ، ولم يتخلّف عن البيعة ليزيد بن معاوية !
وقد عرّف انتفاضة أهل المدينة ـ حين اشتهر فسق يزيد وفجوره وعدم تورّعه عن فعل أيّ محرم ، وبعد قتله أبا عبد اللّه الحسين عليه السلام ـ بأنّها غدر للبيعة ، ولذا منع أهله عن الاشتراك فيها ۲ .
وأخيراً ، فمع أنّ عبد اللّه كثير الرواية ، بل هو في عِداد كبار محدّثي أهل السنة لكنّه قليل المعرفة ، ضيّق الرؤية ، متحجّرا ، لا يملك تحليلاً متينا للتيارات السياسيّة والاجتماعيّة القائمة آنذاك . وقد أعانه ضعف شخصيّته وطلبه للحياة على ارتكاب ذلك الموقف القبيح .
توفّي سنة (۷۴ ه ) عن عُمرٍ يناهز (۸۴) سنة ۳ .
۱۳۲۱.تاريخ الطبري :بَعَثَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلى عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ كُمَيلاً النَّخَعِيَّ ، فَجاءَ بِهِ ، فَقالَ : اِنهَض مَعي . فَقالَ : أنَا مَعَ أهلِ المَدينَةِ ؛ إنَّما أنَا رَجُلٌ مِنهُم ، وقَد دَخَلوا في هذَا الأَمرِ فَدَخَلتُ مَعَهُم لا اُفارِقُهُم ، فَإِن يَخرُجوا أخرُج ، وإن يَقعُدوا أقَعُد . قالَ : فَأَعطِنى
¨
1.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۱۴۹ ، الاستيعاب : ج۳ ص۴۷۲ الرقم ۲۴۶۴ .
2.مسند ابن حنبل : ج۲ ص۴۱۲ ح۵۷۱۳ وص۳۰۴ ح۵۰۸۸ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۱۸۳ .
3.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۶۴۲ ح۶۳۵۵ وح۶۳۵۸ ، الطبقات الكبرى : ج۴ ص۱۸۷ ، تاريخ بغداد : ج۱ ص۱۷۳ ح۱۳ . وفيه أقوال اُخرى ، منها : «مات سنة ۷۳ وكان عُمرُه ۸۷ سنة» ، التاريخ الكبير : ج۵ ص۲ الرقم۴ ، تاريخ دمشق : ج۳۱ ص۸۳ الرقم ۸۷ ، تاريخ بغداد : ج۱ ص۱۷۳ ح۱۳، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۵ ص۴۶۷ .