وقامَ صَعصَعَةُ بنُ صوحان فَقالَ : وَاللّهِ ، يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَقَد زَيَّنتَ الخِلافَةَ وما زانَتكَ ، ورَفَعتَها وما رَفَعَتكَ ، ولَهِيَ إلَيكَ أحوَجُ مِنكَ إلَيها .
ثُمَّ قامَ مالِكُ بنُ الحارِثِ الأَشتَرُ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ، هذا وَصِيُّ الأَوصِياءِ ، ووَارِثُ علِمِ الأَنبِياءِ ، العَظيمُ البَلاءِ ، الحَسَنُ العَناءِ ۱ ، الَّذي شَهِدَ لَهُ كِتابُ اللّهِ بِالإِيمانِ ، ورَسولُهُ بِجَنَّةِ الرِّضوانِ ، مَن كَمُلَت فيهِ الفَضائِلُ ، ولَم يَشُكَّ في سابِقَتِهِ وعِلمِهِ وفَضلِهِ الأَواخِرُ ولَا الأَوائِلُ .
ثُمَّ قامَ عُقبَةُ بنُ عَمرٍو فَقالَ : مَن لَهُ يَومٌ كَيَومِ العَقَبَةِ ، وبَيعَةٌ كَبَيعَةِ الرِّضوانِ ، وَالإِمامُ الأَهدَى الَّذيلا يُخافُ جَورُهُ ، وَالعالِمُ الَّذي لا يُخافُ جَهلُهُ ۲ .
راجع : ج ۴ ص ۶۲۹ (حذيفة بن اليمان) و ص ۶۳۲ (خزيمة بن ثابت الأنصاري) .
و ج ۵ ص ۵۷ (أحمد بن حنبل) .
۱ / ۹
مَن تَخَلَّفَ عَن بَيعَتِهِ
كانت بيعة الإمام عليه السلام عامّة شاملة ، وقد اشترك فيها جميع المهاجرين والأنصار ۳ ، وتمام من كان في المدينة . وقد بايع الجميع عن اختيار كامل ، وحرّية تامّة . ثمّ بايعه أهالي مكّة والحجاز والكوفة ۴ .
وقد صرّح الإمام عليه السلام بأنّ بيعته عامّة شاملة ۵ ، كما صرّحت المصادر التاريخيّة
1.في الطبعة المعتمدة : «الغناء» وما أثبتناه من طبعة النجف (ج۲ ص۱۵۵) . والعناء هنا : المداراة أو حسن السياسة (لسان العرب : ج۱۵ ص۱۰۶) .
2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۹ .
3.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۳۷ .
4.الفتوح : ج۲ ص۴۳۹ .
5.الكامل للمبرّد : ج۱ ص۴۲۸ ؛ وقعة صفّين : ص۵۸ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۴۳ .