أمرِ الاُمَّةِ ما قَد فَسَدَ .
فَاستَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام وقالَ : قَد رَأَيتُم ما صُنِعَ بي ، وعَرَفتُم رَأيَ القَومِ ، فَلا حاجَةَ لي فيهِم .
فَأَقبَلوا عَلَى الأَنصارِ فَقالوا : يا مَعاشِرَ الأَنصارِ ، أنتُم أنصارُ اللّهِ وأنصارُ رَسولِهِ ، وبِرَسَولِهِ أكرَمَكُمُ اللّهُ تَعالى ، وقَد عَلِمتمُ فَضلَ عَلِيٍّ وسابِقَتَهُ فِي الإِسلامِ ، وقَرابَتَهُ ومَكانَتَهُ الَّتي كانَت لَهُ مِنَ النَّبِيّ صلى الله عليه و آله ، وإن وَلِيَ أنالَكُم خَيرا . فقَالَ القَومُ : نَحنُ أرضَى النّاسِ بِهِ ، ما نُريدُ بِهِ بَدَلاً .
ثُمَّ اجتَمَعوا عَلَيهِ ، فَلَم يَزالوا بِهِ حَتّى بايَعوهُ ۱ .
۱۳۰۷.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى مُعاوِيَةَ ـ: إنَّهُ بايَعَنِي القَومُ الَّذينَ بايَعوا أبا بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ عَلى ما بايَعوهُم عَلَيهِ ، فَلَم يَكُن لِلشّاهِدِ أن يَختارَ ، ولا لِلغائِبِ أن يَرُدَّ ، وإنَّمَا الشّورَى لِلمُهاجِرينَ والأَنصارِ ؛ فَإِنِ اجتَمَعوا عَلى رَجُلٍ وسَمَّوهُ إِماما كانَ ذلِكَ للّهِِ رِضاً ، فَإِن خَرَجَ عَن أمرِهِم خارِجٌ ـ بِطَعنٍ أو بِدعَةٍ ـ رَدّوهُ إلى ما خَرَجَ مِنهُ ، فَإنِ أبى قاتَلوهُ عَلَى اتِّباعِهِ غَيرَ سَبيلِ المُؤمِنينَ ووَلّاهُ اللّهُ ما تَوَلّى ۲ .
۱۳۰۸.عنه عليه السلامـ في جَوابِ كِتابِ مُعاوِيَةَ ـ: أمّا تَمييزُكَ بَينَكَ وبَينَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ، وبَينَ أهلِ الشّامِ وأهلِ البَصرَةِ ، فَلَعَمري مَا الأَمرُ فيما هُناكَ إلّا سَواءٌ ، لِأَنَّها بَيعَةٌ شامِلَةٌ ؛ لا يُستَثنى فيهَا الخِيارُ ، ولا يُستَأنَفُ فيهَا النَّظَرُ ۳ .
1.الجمل : ص۱۲۸ وراجع الكافئة : ص ۱۲ ح ۸ والفتوح : ج۲ ص۴۳۴ و ۴۳۵ .
2.نهج البلاغة : الكتاب ۶ ، وقعة صفّين : ص۲۹ ؛ الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۱۳ ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۲۹ وفي صدرها «أمّا بعد ، فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام . . .» ، الفتوح : ج۲ ص۵۰۶ وفيه من «وإنّما الشورى للمهاجرين . . .» وليس فيه «وولّاه اللّه ما تولّى» ، الأخبار الطوال : ص۱۵۷ نحوه وراجع الإرشاد : ج۱ ص۲۴۳ .
3.الكامل للمبرّد : ج۱ ص۴۲۸ ؛ وقعة صفّين : ص۵۸ نحوه ، نهج البلاغة : الكتاب ۷ وفيه «لأنّها بيعة واحدة لا يُثنّى فيها النظر ولا يُستأنف فيها الخيار ، الخارج منها طاعن والمُروِّي فيها مُداهِن» .