341
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

أهل البيت عليهم السلام لا يتطيّرون ۱ ... فمن الممتنع جدّا أن يتفوّه الإمام عليه السلام بكلام غير مقبول أو يقوم بعمل واهٍ غير محكم.

۱ / ۶

إقبالُ النّاسِ عَلَى البَيعَةِ

۱۲۹۸.الإمام عليّ عليه السلامـ في وَصفِ بَيعَتِهِ ـ: أقبَلتُم إلَيَّ إقبالَ العوذِ المَطافيلِ ۲ عَلى أولادِها ، تَقولونَ : البَيعَةَ البَيعَةَ ! قَبَضتُ كَفّي فَبَسَطتُموها ، ونازَعتُكُم يَدي فَجاذَبتُموها ! ! ۳

۱۲۹۹.عنه عليه السلامـ في صِفَةِ النّاسِ عِندَ بَيعَتِهِ ـ: فَما راعَني إلّا وَالناسُ كَعُرفِ الضَّبُعِ ۴ إلَيَّ ، يَنثالونَ عَلَيَّ مِن كُلّ جانِبٍ ، حَتّى لَقَد وُطِئَ الحَسَنانِ ، وشُقَّ عِطفايَ ، مُجتَمِعينَ حَولي كَرَبيضَةِ الغَنَم ۵ .

۱۳۰۰.عنه عليه السلامـ في ذِكرِ البَيعَةِ ۶ ـ: فَتَداكّوا عَلَيَّ تَداكَّ الإِبِلِ الهيمِ ۷ يَومَ وِردِها ، وقَد أرسَلَها

1.آينه پژوهش (مرآة التحقيق) العدد المزدوج ۵۵ و۵۶ : ص۱۹۵ ـ ۱۹۶ .

2.العُوذ : الإبل الَّتي وضعت أولادها حديثا ، ويقال : أطفلت فهي مطفل . ويريد أنّهم جاؤوا بأجمعهم صغارهم وكبارهم (لسان العرب : ج۱۱ ص۴۰۲) .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۳۷ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۷۸ ح۵۱ .

4.أي يتبع بعضهم بعضا (لسان العرب : ج۹ ص۲۴۰) . قال ابن أبي الحديد: عُرف الضبع ثخين ويُضرب به المثل فيالازدحام (شرح نهج البلاغة : ج ۱ ص ۲۰۰).

5.نهج البلاغة : الخطبة ۳ ، معاني الأخبار : ص۳۶۱ ح۱ ، علل الشرائع : ص۱۵۱ ح۱۲ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۸۹ والثلاثة الأخيرة عن ابن عبّاس ، نثر الدرّ : ج۱ ص۲۷۵ كلاهما نحوه وليس فيها من «مجتمعين . . .» وراجع تذكرة الخواصّ : ص۱۲۵ .

6.كما في نسخة فيض الإسلام : الخطبة ۵۳ وشرح نهج البلاغة : ج۴ ص۶ وهو الصحيح ، وأمّا ما ورد في نسخة صبحي الصالح وشرح ابن ميثم : الخطبة ۵۳ «من خطبة له عليه السلام وفيها يصف أصحابه بصفّين حين طال منعهم له من قتال أهل الشام» فهو غير صحيح ، وإن كان آخر الخطبة يشعر بذلك . والظاهر أنّ السيّد الرضي قدس سرهجمع بين خطبتين . ولمزيد التحقيق قارن بين ذيل هذه الخطبة والخطبة ۴۳ ، وأيضا صدر هذه الخطبة والخطبة ۲۲۹ . وراجع بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۵۵ ح۴۶۳ .

7.الهِيم : الإبل العطاش (الصحاح : ج۵ ص۲۰۶۳) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
340

خلَيفَةٌ . فَلَم يَبقَ مِن أهلِ بَدرٍ إلّا أتى عَلِيّا ، فَقالوا : ما نَرَى أحَدا أحَقَّ بِها مِنكَ ؛ مُدَّ يَدَكَ نُبايِعكَ . فَقالَ : أينَ طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ ؟ فَكانَ أوَّلُ مَن بايَعَهُ طَلحَةَ ، فَبايَعَهُ بِيَدِهِ ، وكانَت إصبَعُ طَلحَةَ شَلّاءَ ، فَتَطَيَّرَ مِنها عَلِيٌّ وقالَ : ما أخلَقَهُ أن يُنكَثَ . ثُمَّ بايَعَهُ الزُّبَيرُ ، وسَعدٌ ، وأصحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله جَميعا ۱ .

القول في نسبة التطيّر إلى الإمام!

في ضوء ما تقدّم كان طلحة أوّل من بايع الإمام عليه السلام . وكانت يده شلّاء ، لذلك تطيّروا بعدم دوام بيعته. وقد تضاربت المصادر فيمن أنطق الألسن بهذا التطيّر؛ فبعضها عزاه إلى شخص يُدعى حبيب بن ذؤيب، وبعضها الآخر ذكر أنّ المتطيّر رجل من بني أسد ، وقال: «أوَّلُ مَن بَدَأَ بِالبَيعَةِ يَدٌ شَلّاءُ! لا يَتِمُّ هذَا الأَمرُ».
بَيْد أنّ روايات نسبت هذا التطيّر إلى الإمام عليه السلام ، وذكرت أنّه عليه السلام قال عند بيعته: «ما أخلَقَها أن تُنكَثَ!»
لكنّ هذه النسبة لا تستقيم ولا تثبت على أيّ حال، ويمكن الاستناد إلى العقل والنقل في إثبات وهنها وهشاشتها. إذ لا ريب في أنّ العقل لا يُجيز التطيّر والتشاؤم حين يُجمع النّاس قاطبةً على حلف وعهد معيّنين. من هنا يأبى كلّ عاقل ذلك ولا يقول به ولا يفعله، فكيف يعلن الإمام عليه السلام ـ وهو اللبيب الَّذي لا ندّ له ـ في اليوم الأوّل للبيعة أمام النّاس عن نكث بيعة رجل كان من أبرز الوجوه السياسيّة آنذاك، ويفعل ذلك توكّؤا على «التطيّر» و«التفأُّل»؟!
إنّ هذا الضرب من الكلام يثير الإشاعة لإضعاف أركان الدولة ودعائمها من جهة، ويشجّع على نكث العهود ونقضها من جهة اُخرى ، فلا شكّ أنّه مفترىً على الإمام .
يضاف إلى ذلك أنّ روايات كثيرة ذمّت التطيّر، ونهت النّاس عنه، وأكّدت أن

1.المناقب للخوارزمي : ص۴۹ ح۱۱ ، اُسد الغابة : ج۴ ص۱۰۷ ح۳۷۸۹ ؛ كشف الغمّة : ج۱ ص۷۸ كلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 31995
صفحه از 600
پرینت  ارسال به