33
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

۹۵۰.شرح نهج البلاغة :قالَ شَيطانُ الطّاقِ [يَعني مُؤمِنَ الطّاقِ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيِّ بنِ النُّعمانِ الأَحوَلَ ]لِسائلٍ سَأَلَهُ : ما مَنَعَ عَلِيّا أن يُخاصِمَ أبا بَكرٍ في الخِلافَةِ ؟ فَقالَ : يَابنَ أخي ، خافَ أن تَقتُلَهُ الجِنُّ ! !
[قالَ ابنُ أبِي الحَديدِ] وَالجَوابُ ، أمّا أنَا فَلا أعتَقِدُ أنَّ الجِنَّ قَتَلَت سَعدا ، ولا أنَّ هذا شِعرُ الجِنِّ ، ولا أرتابُ أنَّ البَشَرَ قَتَلوهُ ، وأنَّ هذَا الشِّعرَ شِعرُ البَشَرِ ، ولكِن لَم يَثبُت عِندي أنَّ أبا بَكرٍ أمَرَ خالِدا ، ولا أستَبعِدُ أن يَكونَ فِعلُهُ مِن تِلقاءِ نَفسِهِ لِيُرضِيَ بِذلِكَ أبا بَكرٍ ـ وحاشاهُ ـ فَيَكونَ الإِثمُ عَلى خالِدٍ ، وأبو بَكر بَريءٌ مِن إثمِهِ ؛ وما ذلِكَ مِن أفعالِ خالِدٍ بِبَعيدٍ ۱ .

تعليق

عمدت بعض النصوص التاريخيّة إلى إظهار أنّ موت سعد بن عبادة كان موتاً طبيعيّاً ، بل إنّها ذكرت أنّ سعداً كان ممّن عارضوا أبا بكر في البداية ثمّ بايعوه لاحقاً . ولكن يتّضح من التأمّل في واقعة السقيفة واستجلاء النصوص المختلفة الواردة في هذَا المجال ، بشكل لايقبل الشكّ ، بأنّه لم يبايع ، واغتيل على يد خصومه السياسيّين .
إنّ المكانة السياسيّة والاجتماعيّة الَّتي كان يتبوّؤها سعد بن عبادة ومعارضته الجادّة لخلافة الحاكم آنذاك دعت إلى إزاحته عن الساحة السياسيّة بهدوء ، وبدون إثارة أيّ توتّر في الأجواء ، ثمّ اُلقيت تهمة قتله على عاتق الجنّ كيلا تنجم عنه

1.شرح نهج البلاغة : ج۱۷ ص۲۲۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
32

۹۴۶.مروج الذهب :خَرَجَ سَعدُ بنُ عُبادَةَ ولَم يُبايِع ، فَصارَ إلَى الشّامِ ، فَقُتِلَ هُناكَ في سَنَةِ خَمسَ عَشَرَةَ ، ولَيسَ كِتابُنا هذا مَوضِعا لِخَبرِ مَقتَلِهِ ۱ .

۹۴۷.العِقد الفريد عن أبي المُنذِر هشام بن محمّد الكلبي :بَثَّ عُمَرُ رَجُلاً إلَى الشّامِ ، فَقالَ : اُدعُهُ إلَى البَيعَةِ وَاحمِل لَهُ بِكُلِّ ما قَدَرتَ عَلَيهِ ، فَإِن أبى فَاستَعِنِ اللّهَ عَلَيهِ . فَقَدِمَ الرَّجُلُ الشّامَ ، فَلَقِيَهَ بِحَورانَ في حائِطٍ ، فَدَعاهُ إلَى البَيعَةِ ، فَقالَ : لا اُبايِعُ قُرَشِيّا أبَدا . قالَ : فَإِنِّي اُقاتِلُكَ . قالَ : وإن قاتَلتَني ! قالَ : أفَخارِجٌ أنتَ مِمّا دَخَلَت فيهِ الاُمَّةُ ؟ قالَ : أمّا مِنَ البَيعَةِ فَأَنَا خارِجٌ . فَرَماهُ بِسَهمٍ ، فَقَتَلَهُ .
مَيمونُ بنُ مِهران عَن أبيهِ قالَ : رُمِيَ سَعدُ بنُ عُبادَةَ في حَمّامٍ بِالشّامِ ، فَقُتِلَ ۲ .

۹۴۸.الاحتجاج عن محمّد بن عبد اللّه الشيباني :كانَ سَبَبُ مَوتِهِ أن رُمِيَ بِسَهمٍ فِي اللَّيلِ فَقَتَلَهُ ، وزَعَموا أنَّ الجِنَّ رَمَوهُ ، وقيلَ أيضاً : إنَّ مُحَمَّدَ بنَ سَلَمَةَ الأَنصارِيَّ تَوَلّى ذلِكَ بِجُعلٍ جُعِلَ لَهُ عَلَيهِ ، وَرُوِي أنَّهُ تَوَلّى ذلِكَ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ ، وقيلَ : خالِدُ بنُ الوَليدِ ۳ .

۹۴۹.شرح نهج البلاغةـ في ذِكرِ سَعدِ بنِ عُبادَةَ ـ: لَم يُبايِع أبا بَكرٍ حينَ بويِعَ ، وخَرَجَ إلى حَورانَ ، فَماتَ بِها . قيلَ : قَتَلَتهُ الجِنُّ ؛ لِأَنَّهُ بالَ قائِما فِي الصَّحراءِ لَيلاً ، ورَوَوا بَيتَينِ مِن شِعرٍ ؛ قيلَ : إنَّهُما سُمِعا لَيلَةَ قَتلِهِ ، ولَم يُرَ قائِلُهُما :


نَحنُ قَتَلنا سَيِّد الخَز
رَجِ سَعدَ بنَ عُبادَه

ورَمَيناهُ بِسَهمَي
ـنِ فَلَم نُخطِئ فُؤادَه

ويَقولُ قَومٌ : إنَّ أميرَ الشّامِ يَومَئذٍ كَمَنَ لَهُ مَن رَماهُ لَيلاً ، وهُوَ خارِجٌ إلَى الصَّحراءِ بِسَهمَينِ ، فَقَتَلَهُ لِخُروجِهِ عَن طاعَةِ الإِمامِ ، وقَد قالَ بَعضُ المُتأَخِّرينَ في ذلِكَ :
يَقولونَ سَعدٌ شَكّتِ الجِنُّ قَلبَهُ
ألا رُبَّما صَحَّحتَ دِينَكَ بِالغَدرِ

وما ذَنبُ سَعدٍ أنَّهُ بالَ قائِما
ولكِنَّ سَعدا لَم يُبايِع أبا بَكرِ

وقَد صَبَرَت مِن لَذَّةِ العَيشِ أنفُسٌ
وما صَبَرَت عَن لَذَّةِ النَّهيِ وَالأَمرِ ۴

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۰۷ .

2.العقد الفريد : ج۳ ص۲۷۳ ؛ نهج السعادة : ج۵ ص۲۷۲ .

3.الاحتجاج : ج۱ ص۱۸۰ ح۳۶ .

4.شرح نهج البلاغة : ج۱۰ ص۱۱۱ ؛ الصراط المستقيم : ج۳ ص۱۰۹ نحوه ، الدرجات الرفيعة : ص۳۳۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32096
صفحه از 600
پرینت  ارسال به