أنّ التوسّل بأيّ وسيلة هو أمر مباح لبلوغ السلطة أو الحفاظ عليها ، بل على العكس تماماً ؛ إذ لا يجوز استعمال الأداة السياسيّة غير الشرعيّة في المدرسة العلويّة ، حَتّى لو كلّف ذلك فقدان السلطة نفسها .
السياسة في المدرسة العلويّة : هي معرفة الأدوات السياسيّة المشروعة ، وتوظيفها لإدارة المجتمع ، وتأمين الرفاه المادّي والمعنوي للناس . بل أساساً لا تستحق السياسات غير الشرعيّة لقب «السياسة» في النهج العلوي ولا يطلق عليها هذا الوصف ؛ إنّما هي المكر والخدعة والنكراء والشيطنة ۱ .
في النهج العلوي لا تحتاج عمليّة إدارة النظام والحفاظ على السلطة إلى أدوات سياسيّة غير مشروعة ، بل يمكن حُكم القلوب من خلال توظيف السياسات الصحيحة والشرعيّة فقط ، وسوق المجتمع صوب التكامل المادّي والمعنوي .
ربّما تكون السياسات غير الشرعيّة مفيدة مؤقّتاً لتحكيم هيمنة السياسييّن الرسمييّن ، بيدَ أنّها لا يمكن أن تدوم ، وهي تحمل إلى النّاس أضراراً ماحقة .
حركة الإصلاح العَلَوي
على هذا الأساس انطلق الإمام مباشرة بعد أن بايعه النّاس وتسلّم زمام السلطة السياسيّة بحركة إصلاح حكوميّة بدأَها من خلال شعار العدالة الاجتماعيّة والاقتصاديّة . لقد أعلن صراحة أنّ الفلسفة الكائنة وراء قبوله الحكم تكمن في إيجاد الإصلاحات ، وكان عليه السلام يعتقد أنّ المجتمع الإسلامي قد تغيّر في المدّة الَّتي كان فيها الإمام بعيداً عن المشهد السياسي ، وأنَّ ما يُمارس باسم الحكومة الإسلاميّة ينأى بفاصلة كبيرة عن الإسلام وسيرة النبيّ صلى الله عليه و آله وسنّته .