247
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

تُقاتِلُ ، وهذا صاحِبُنا مَقتولاً ، قَتَلَهُ رَجُلٌ مِن أصحابِكَ ! فَأَقِدنا ۱ .
قالَ : ما لَكُم قَوَد قِبَلَهُ ؛ رَجُلٌ دَفَعَ عَن نَفسِهِ أن تَقتُلوهُ ، ولَم آمُرهُ بِقِتالٍ . وقالَ : زَعَمتُم أنَّهُ لَيسَ عَلَيكُم طاعَةٌ ، ولا أنَا لَكُم بِإِمامٍ فيما تَقولونَ ، وإنَّما القوَدُ إلَى الإِمامِ ! ! ۲

۱۲۶۱.تاريخ الطبري عن أبي حفصة اليماني :كُنتُ مَعهُ [مَروانَ ]فِي الدّارِ ، فَأَنَا وَاللّهِ أنشَبتُ القِتالَ بَينَ النّاسِ ؛ رَمَيتُ مِن فَوقِ الدّارِ رَجُلاً من أسلَمَ ، فَقَتَلتُهُ ، وهُوَ نيارُ الأَسلَمِيُّ ، فَنَشَبَ القِتالُ ، ثُمَّ نَزَلتُ ، فَاقتَتَلَ النّاسُ عَلَى البابِ ، وقاتَلَ مَروانُ حَتّى سَقَطَ ، فَاحتَمَلتُهُ ، فَأَدخَلتُهُ بَيتَ عَجوزٍ ، وأغلَقتُ عَلَيهِ .
وألقَى النّاسُ النّيرانَ في أبوابِ دارِ عُثمانَ ، فَاحتَرَقَ بَعضُها .
فَقالَ عُثمانُ : مَا احتَرَقَ البابُ إلّا لِما هُوَ أعظَمُ مِنهُ ، لا يُحَرِّكَنَّ رَجُلٌ مِنكُم يَدَهُ . . . ثُمَّ قالَ لِمَروانَ : اِجلِس فَلا تَخرُج . فَعَصاهُ مَروانُ ، فَقالَ : وَاللّهِ لا تُقتَلُ ، ولا يُخلَصُ إلَيكَ ، وأنَا أسمَعُ الصَّوتَ . ثُمَّ خَرَجَ إلَى النّاسِ .
فَقُلتُ : ما لِمَولايَ مُتَّرَكٌ ! فَخَرَجتُ مَعَهُ أذُبُّ عَنهُ ، ونَحنُ قَليلٌ ، فَأَسمَعُ مَروانَ يَتَمَثَّلُ :


قَد عَلِمَت ذاتُ القُرونِ الميلِ
وَالكَفِّ وَالأَنامِلِ الطُّفولِ

ثُمَّ صاحَ : مَن يُبارِزُ ـ وقَد رَفَعَ أسفَلَ دَرعِهِ ، فَجَعَلَهُ في مَنطِقَتِهِ ؟
قالَ : فَيثب ۳ إلَيهِ ابنُ النّباعِ ، فَضَرَبَهُ ضَربَةً عَلى رَقَبَتِهِ مِن خَلَفِهِ ، فَأَثبَتَهُ حَتّى

1.القَوَد : القصاص وقتلُ القاتِل بدل القتيل (النهاية : ج۴ ص۱۱۹) .

2.تاريخ المدينة : ج۴ ص۱۱۹۳ .

3.كذا ، والظاهر أنّها تصحيف : «فوثب» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
246

۵ / ۱۸

مَقتَلُ عُثمانَ

۱۲۵۹.تاريخ الطبري عن حسين بن عيسى عن أبيه :لَمّا مَضَت أيّامُ التَّشريقِ ، أطافوا بِدارِ عُثمانَ ، وأبى إلَا الإِقامةَ عَلى أمرِهِ . وأرسَلَ إلى حَشَمِهِ وخاصَّتِهِ فَجَمَعَهُم .
فَقامَ رَجُلٌ مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله يُقالُ لَهُ : نيارُ بنُ عَياضٍ ـ وكانَ شَيخا كَبيرا فنَادى : يا عُثمانُ فَأَشرَفَ عَلَيهِ مِن أعلى دارِهِ ، فَناشَدَهُ اللّهُ ، وذَكَّرَهُ اللّهُ لَمَّا اعتَزَلَهُم . فَبَينا هُوَ يُراجِعُهُ الكَلامُ إذ رَماهُ رَجُلٌ مِن أصحابِ عُثمانَ فَقَتَلَهُ بِسَهمٍ ، وزَعَموا أنَّ الَّذي رَماهُ كَثيرُ بنُ الصَّلتِ الكِندي .
فَقالوا لِعُثمانَ عِندَ ذلِكَ : اِدفَع إلَينا قاتِلَ نيارِ بنِ عَياضٍ ؛ فَلنَقتُلهُ بِهِ .
فَقالَ : لَم أكُن لَأَقتُلُ رَجُلاً نَصَرَني ، وأنتُم تُريدونَ قَتلي .
فَلَمّا رَأَوا ذلِكَ ثاروا إلى بابِهِ فَأَحرَقوهُ ، وخَرَجَ عَلَيهِم مَروانُ بنُ الحَكَمِ مِن دارِ عُثمانَ في عِصابةٍ ، وخَرَجَ سَعيدُ بنُ العاصِ في عِصابَةٍ ، وخَرَجَ المُغيرَةُ بنُ الأَخنَسِ ابنِ شُرَيقٍ الثَّقَفِيُّ ـ حَليفُ بَني زُهرَةَ ـ في عِصابَةٍ ، فَاقتَتَلوا قِتالاً شَديدا .
وكانَ الَّذي حداهُم عَلَى القِتالِ أنَّهُ بَلَغَهُم أنَّ مَدَدا مِن أهلِ البَصرَةِ قَد نَزَلوا صرارا ـ وهِيَ مِنَ المَدينَةِ عَلى لَيلَةٍ ، وأنَّ أهلَ الشّامِ قَد تَوَجَّهوا مُقبِلينَ ، فَقاتَلوهُم قِتالاً شَديدا عَلى بابِ الدّارِ ۱ .

۱۲۶۰.تاريخ المدينة عن مولى سهل بن يسار عن أبيهـ بَعدَ كَلامِ عُثمانَ وإمساكِ النّاسِ عَن قَتلِهِ ـ: رَمى يَزيدُ أو أبو حَفصَةَ ـ غُلامُ مُروانَ ـ رَجُلاً مِن أسلَمَ بِسَهمٍ فَقَتَلَهُ . فَاستَأذَنوا عَلى عُثمانَ ، فَأَذِنَ لَهُم ، فَأَدخَلُوا الأَسلَمِيَّ مَقتولاً ، فَقالوا : زَعَمتَ أنَّكَ لا

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۸۲ وراجع الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۹۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32148
صفحه از 600
پرینت  ارسال به