فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : إنَّما تُكَلِّمُ لِمُعاوِيَةَ ، إنَّما تُكَلِّمُ عَن رَأيِكَ ، وإنَّ أحَقَّ النّاسِ أ لّا يَتَكَلَّمَ في أمرِ عُثمانَ لَأَنتُما ! أمّا أنتَ يا مُعاوِيَةُ ، فَزَيَّنتَ لَهُ ما كانَ يَصنَعُ ، حَتّى إذا حُصِرَ طَلَبَ نَصرَكَ ، فَأَبطَأتَ عَنهُ ، وأحبَبتَ قَتلَهُ ، وتَرَبَّصتَ بِهِ . وأمّا أنتَ يا عَمرُو ، فَأَضرَمتَ عَلَيهِ المَدينَةَ ، وهَرَبتَ إلى فِلَسطينَ تَسأَلُ عَن أنبائِهِ ، فَلَمّا أتاكَ قَتلَهُ ، أضافَتكَ عَداوَةُ عَلِيٍّ أن لَحِقتَ بِمُعاوِيَةَ ، فَبِعتَ دينَكَ بِمِصرَ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : حَسبُكَ ، عَرَّضَني لَكَ عَمرٌو ، وعَرَّضَ نَفسَهُ ۱ .
۱۲۳۷.تاريخ الخلفاء عن أبي الطُّفيل عامِر بن واثِلة الصَّحابي :إنَّهُ دَخَلَ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : أ لَستَ مِن قَتَلَةِ عُثمانَ ؟ قالَ : لا ، ولكِن مِمَّن حَضَرَهُ فَلَم يَنصُرهُ . قالَ : وما مَنَعَكَ مِن نَصرِهِ ؟ قالَ : لَم تَنصُرهُ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ . فَقالَ مُعاوِيَةُ : أما لَقَد كانَ حَقُّهُ واجِبا عَلَيهِم أن يَنصُروهُ ! قالَ : فَما مَنَعَكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ مِن نَصرِهِ ومَعَكَ أهلُ الشّامِ ؟ ! فَقالَ مُعاوِيَةُ : أما طَلبي بِدَمِهِ نُصرَةٌ لَهُ ؟ ! ! فَضَحِكَ أبُو الطُّفَيلِ ، ثُمَّ قالَ : أنتَ وعُثمانُ كَما قالَ الشّاعِرُ :
لا ألفِيَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني
وفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادا ۲
۱۲۳۸.أنساب الأشراف :قالَ عَمرُو [ بنُ العاصِ لِمُعاوِيَةَ ] : إنَّ أحَقَّ النّاسِ أن لا يَذكُرَ عُثمانَ لَأَنا وأنتَ ؛ أمّا أنَا فَتَرَكتُهُ عَيانا وهَرَبتُ إلى فِلِسطينَ ، وأمّا أنتَ فَخَذَلتَهُ ومَعَكَ أهلُ الشّامِ ، حَتّى استَغاثَ بِيَزيدَ بنِ أسَدٍ البَجَليِّ ، فَسارَ إلَيهِ ۳ .
۱۲۳۹.الفتوح عن معاوية :لَقَد ندمتُ عَن قُعودي عَن عُثمانَ ، وقَدِ استَغاثَ بي فَلَم اُجِبهُ ۴ .