نَفسَكَ ؛ فلا أنزِعُ قَميصا قَمَّصَنيهِ اللّهُ عَزَّوجَلَّ ، وأكرَمَني بِهِ ، وخَصَّني بِهِ عَلى غَيري ، ولكِنّي أتوبُ ، وأنزِعُ ، ولا أعودُ لِشَيءٍ عابَهُ المُسلِمونَ ، فَإِنّي وَاللّهِ الفَقيرُ إلَى اللّهِ ، الخائِفُ مِنهُ !
قالوا : إنَّ هذا لَو كانَ أوَّلَ حَدَثٍ أحدَثتَهُ ثُمَّ تُبتَ مِنهُ ولَم تَقُم عَلَيهِ لَكان عَلَينا أن نَقبَلَ مِنكَ ، وأن نَنصَرِفَ عَنكَ ، ولكِنَّهُ قَد كانَ مِنكَ مِنَ الأَحداثِ قَبلَ هذا ما قَد عَلِمتَ ، ولَقَدِ انصَرَفنا عَنكَ فِي المَرَّةِ الاُولى وما نَخشى أن تَكتُبَ فينا ، ولا مَنِ اعتَلَلتَ بِهِ بِما وَجَدنا في كِتابِكَ مَعَ غُلامِكَ . وكَيفَ نَقبَلُ تَوبَتَكَ وقَد بَلَونا مِنكَ أنَّكَ لا تُعطي مِن نَفسِكَ التَّوبَةَ مِن ذَنبٍ إلّا عُدتَ إلَيهِ ! ! فَلَسنا مُنصَرِفينَ حَتّى نَعزِلَكَ ، ونَستَبدِلَ بِكَ ، فَإِن حالَ مَن مَعَكَ مِن قَومِكَ وذَوي رَحِمِكَ وأهلِ الِانقِطاعِ إلَيكَ دونَكَ بِقِتالٍ قاتَلناهُم ، حَتّى نَخلُصَ إلَيكَ فَنَقتُلَكَ ، أو تَلحَقَ أرواحُنا بِاللّهِ ۱ .
۵ / ۱۴
اِستنصارُ عُثمانَ مُعاوِيَةَ وخِذلانُهُ
۱۲۲۹.تاريخ الطبري عن محمّد بن السائب الكلبي :لَمّا رَأى عُثمانُ ما قَد نَزَلَ بِهِ . وما قَدِ انبَعَثَ عَلَيهِ مِنَ النّاسِ ، كَتَبَ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ وهُوَ بِالشّامِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ أهلَ المَدينَةِ قَد كَفَروا ، وأخلَفُوا الطّاعَةَ ، ونَكَثُوا البَيعَةَ ، فَابعَث إلَيَّ مَن قِبَلَكَ مِن مُقاتَلَةِ أهلِ الشّامِ عَلى كُلِّ صَعبٍ وذَلولٍ .
فَلَمّا جاءَ مُعاوِيَةَ الكِتابُ تَرَبَّصَ بِهِ ، وكَرِهَ إظهارَ مُخالَفَةِ أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وقَد عَلِمَ اجتِماعَهُم ۲ .