مِنها صِفرا ۱ ، وأن يُسفَكَ دَمُهُ ؛ إنَّهُ انتَهَكَ مِنّي ما لا يَحِلُّ لَهُ ۲ .
۱۲۲۶.الفتوح :كانَ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ قَدِ استَولى عَلى حِصارِ عُثمانَ مَعَ نَفَرٍ مِن بَني تَيمٍ ، وبَلَغَ ذلِكَ عُثمانَ ، فَأَرسَلَ إلى عَلِيٍّ بِهذَا البَيتِ :
فَإِن كُنتُ مَأكولاً فَكُن أنتَ آكِلي
وإلّا فَأَدرِكني ولَمّا اُمَزَّقُ
أ تَرضى أن يُقتَلَ ابنُ عَمِّكَ وابنُّ عَمَّتِكَ ، ويُسلَبَ نِعمَتُكَ وأمرُكَ ؟ ! فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : صَدَقَ واللّهِ عُثمانُ ! لا وَاللّهِ ، لا نَترُكُ ابنَ الحَضرَمِيَّةِ يَأكُلُها .
ثُمَ خَرَجَ عَلِيٌّ إلَى النّاسِ ، فَصَلّى بِهِمُ الظُّهرَ وَالعَصرَ ، وتَفَرَّقَ النّاسُ عَن طَلحَةَ ، ومالوا إلى عَلِيٍّ . فَلَمّا رَأى طَلحَةُ ذلِكَ ، أقبَلَ حَتّى دَخَلَ عَلى عُثمانَ ، فَاعتَذَرَ إلَيهِ مِمّا كانَ مِنهُ . فَقالَ لَهُ عُثمانُ : يَابنَ الحَضرَمِيَّةِ ! وَلَّيتَ عَلَى النّاسِ ، ودَعَوتَهم إلى قَتلي ، حَتّى إذا فاتَكَ ما كُنتَ تَرجو ، وعَلاكَ عَلِيٌّ رضى الله عنه عَلَى الأَمرِ ، جِئَتني مُعتَذِرا ! ! لا قَبِلَ اللّهُ مِمَّن قَبِلَ مِنكَ ۳ .
۱۲۲۷.تاريخ الطبري عن محمّد بن مَسلَمةـ في ذِكرِ اجتِماعِ المِصرِيّينَ عِندَ عُثمانَ ـ: تَكَلَّمَ القَومُ ، وقَد قَدَّموا في كَلامِهِمُ ابنَ عُدَيسٍ ، فَذَكَرَ ما صَنَعَ ابنُ سَعدٍ بِمِصَر ، وذَكَرَ تَحامُلاً مِنهُ عَلَى المُسلِمينَ وأهلِ الذِّمَّةِ ، وذَكَرَ استِئثارا مِنهُ في غَنائِمِ المُسلِمينَ ، فَإِذا قيلَ لَهُ في ذلِكَ ، قالَ : هذا كِتابُ أميرِ المُؤمِنينَ إلَيَّ . ثُمَّ ذَكَروا أشياءَ مِمّا أحدَثَ بِالمَدينَةِ ، وما خالَفَ بِهِ صاحِبَيهِ .
قالَ : فَرَحِلنا مِن مِصرَ ونَحنُ لا نُريدُ إلّا دَمَكَ ، أو تَنزعُ ، فَرَدَّنا عَلِيٌّ ومُحَمَّدُ بنُ مَسلَمَةَ ، وضَمِن لَنا مُحَمَّدٌ النُّزوعَ عَن كُلِّ ما تَكَلَّمنا فيهِ . . .