231
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی

ثُمَّ رَجَعنا إلى بِلادِنا نَستَظهِرُ بِاللّهِ عَزَّوجَلَّ عَلَيكَ ، ويَكونُ حُجَّةً لَنا بَعدَ حُجَّةٍ ، حَتّى إذا كُنّا بِالبُوَيبِ أخَذنا غُلامَكَ ، فَأَخَذنا كِتابَكَ وخاتَمَكَ إلى عَبدِ اللّهِ بنِ سَعدٍ ، تَأمُرُهُ فيهِ بِجَلدِ ظُهورِنا ، وَالمَثلِ بِنا في أشعارِنا ، وطولِ الحَبسِ لَنا ! ! وهذا كِتابُكَ .
قالَ : فَحَمِدَ اللّهَ ـ عُثمانُ ـ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : وَاللّهِ ، ما كَتَبتُ ، ولا أمَرتُ ، ولا شَوَّرتُ ۱ ، ولا عَلِمتُ .
فَقُلتُ وعَلِيٌّ جَميعا : قَد صَدَقَ . فَاستَراحَ إلَيها عُثمانُ .
فَقالَ المِصرِيّونَ : فَمَن كَتَبَهُ ؟ !
قالَ : لا أدري .
قالَ : أفَيُجتَرَأُ عَلَيكَ ؛ فَيُبعَثُ غُلامُكَ ، وجَمَلٌ مِن صَدَقاتِ المُسلِمينَ ، ويُنقَشُ على خاتَمِكَ ، ويُكتَبُ إلى عامِلِكَ بِهذِهِ الاُمورِ العِظامِ ، وأنتَ لا تَعلَمُ ! !
قالَ : نَعم .
قالوا : فَلَيسَ مِثلُكَ يَلِي ؛ اخلَع نَفسَكَ مِن هذَا الأَمرِ كَما خَلَعَكَ اللّهُ مِنهُ .
قالَ : لا أنزِعُ قَميصا ألبَسَنيهِ اللّهُ عَزَّوجَلَّ .
قالَ : وكَثُرَتِ الأَصواتُ وَاللَّغطُ ، فَما كُنتُ أظُنُّ أنَّهُم يَخرُجونَ حَتّى يُواثِبوهُ . وقامَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ . قالَ : فَلَمّا قامَ عَلِيٌّ قُمتُ ، قالَ : وقالَ لِلمِصرِيّينَ : اُخرُجوا . فَخَرَجوا .
قالَ : ورَجَعتُ إلى مَنزِلي ، ورَجَعَ عَلِيٌّ إلى مَنزِلِهِ ، فَما بَرحوا مُحاصِريهِ حَتّى قَتَلوهُ ۲ .

۱۲۲۸.تاريخ الطبري عن سفيان بن أبي العوجاء :قالَ عُثمانُ [ لِلمِصرِيّينَ ] : . . . أمّا قَولُكُم : تَخلَع

1.أشار إليه وشَوَّر : أومَأ . وفي الحديث : كان يشير في الصلاة ؛ أي يومئ باليد والرأس ؛ أي يأمر وينهى بالإشارة (لسان العرب : ج۴ ص۴۳۶ و۴۳۷) .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۷۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۸۸ نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
230

مِنها صِفرا ۱ ، وأن يُسفَكَ دَمُهُ ؛ إنَّهُ انتَهَكَ مِنّي ما لا يَحِلُّ لَهُ ۲ .

۱۲۲۶.الفتوح :كانَ طَلحَةُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ قَدِ استَولى عَلى حِصارِ عُثمانَ مَعَ نَفَرٍ مِن بَني تَيمٍ ، وبَلَغَ ذلِكَ عُثمانَ ، فَأَرسَلَ إلى عَلِيٍّ بِهذَا البَيتِ :


فَإِن كُنتُ مَأكولاً فَكُن أنتَ آكِلي
وإلّا فَأَدرِكني ولَمّا اُمَزَّقُ

أ تَرضى أن يُقتَلَ ابنُ عَمِّكَ وابنُّ عَمَّتِكَ ، ويُسلَبَ نِعمَتُكَ وأمرُكَ ؟ ! فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : صَدَقَ واللّهِ عُثمانُ ! لا وَاللّهِ ، لا نَترُكُ ابنَ الحَضرَمِيَّةِ يَأكُلُها .
ثُمَ خَرَجَ عَلِيٌّ إلَى النّاسِ ، فَصَلّى بِهِمُ الظُّهرَ وَالعَصرَ ، وتَفَرَّقَ النّاسُ عَن طَلحَةَ ، ومالوا إلى عَلِيٍّ . فَلَمّا رَأى طَلحَةُ ذلِكَ ، أقبَلَ حَتّى دَخَلَ عَلى عُثمانَ ، فَاعتَذَرَ إلَيهِ مِمّا كانَ مِنهُ . فَقالَ لَهُ عُثمانُ : يَابنَ الحَضرَمِيَّةِ ! وَلَّيتَ عَلَى النّاسِ ، ودَعَوتَهم إلى قَتلي ، حَتّى إذا فاتَكَ ما كُنتَ تَرجو ، وعَلاكَ عَلِيٌّ رضى الله عنه عَلَى الأَمرِ ، جِئَتني مُعتَذِرا ! ! لا قَبِلَ اللّهُ مِمَّن قَبِلَ مِنكَ ۳ .

۱۲۲۷.تاريخ الطبري عن محمّد بن مَسلَمةـ في ذِكرِ اجتِماعِ المِصرِيّينَ عِندَ عُثمانَ ـ: تَكَلَّمَ القَومُ ، وقَد قَدَّموا في كَلامِهِمُ ابنَ عُدَيسٍ ، فَذَكَرَ ما صَنَعَ ابنُ سَعدٍ بِمِصَر ، وذَكَرَ تَحامُلاً مِنهُ عَلَى المُسلِمينَ وأهلِ الذِّمَّةِ ، وذَكَرَ استِئثارا مِنهُ في غَنائِمِ المُسلِمينَ ، فَإِذا قيلَ لَهُ في ذلِكَ ، قالَ : هذا كِتابُ أميرِ المُؤمِنينَ إلَيَّ . ثُمَّ ذَكَروا أشياءَ مِمّا أحدَثَ بِالمَدينَةِ ، وما خالَفَ بِهِ صاحِبَيهِ .
قالَ : فَرَحِلنا مِن مِصرَ ونَحنُ لا نُريدُ إلّا دَمَكَ ، أو تَنزعُ ، فَرَدَّنا عَلِيٌّ ومُحَمَّدُ بنُ مَسلَمَةَ ، وضَمِن لَنا مُحَمَّدٌ النُّزوعَ عَن كُلِّ ما تَكَلَّمنا فيهِ . . .

1.الصِّفْر والصَّفْر والصُّفْر : الشيء الخالي (لسان العرب : ج۴ ص۴۶۱) .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۳۷۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۹۱ وفيه «عبّاس» بدل «عيّاش» .

3.الفتوح : ج۲ ص۴۲۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 32284
صفحه از 600
پرینت  ارسال به