السَّبَبُ فيهِ مَروانَ بنَ الحَكَمِ .
فَنَزَلوا في المَوضِعِ المَعروفِ بِذِي الخُشُبِ فَلَمّا عَلِمَ عُثمانُ بِنُزولِهِم بَعَثَ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ فَأَحضَرَهُ ، وسَأَلَهُ أن يَخرُجَ إلَيهِم ويَضمُنَ لَهُ عَنهُ كُلَّ ما يُريدونَ مِنَ العَدلِ وحُسنِ السّيرَةِ .
فَسارَ عَلِيٌّ إلَيهِم ، فَكانَ بَينَهُم خَطبَ طَويل ، فَأَجابوهُ إلى ما أرادَ وَانصَرَفوا ۱ .
۵ / ۸
فَكُّ الحِصارِ بِوَساطَةِ الإِمامِ
۱۲۰۸.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن محمّد عن أبيه :فَلَمّا رَأى عُثمانُ ما رَأى [ أنَّ القَومَ يَرَونَ قَتلَهُ إن لَم يَنزِع ]جاءَ عَلِيّا فَدَخَلَ عَلَيهِ بَيتَهُ ، فَقالَ : يَا بنَ عَمِّ ، إنَّهُ لَيسَ لي متّرك ، وإنَّ قَرابَتي قَريبَةٌ ، ولي حَقٌّ عَظيمٌ عَلَيكَ ، وقَد جاءَ ما تَرى مِن هؤُلاءِ القَومِ وهُم مصبحيّ ، وأنَا أعلَمُ أنَّ لَكَ عِندَ النّاسِ قَدرا ، وأنَّهُم يَسمَعونَ مِنكَ ، فَأَنَا اُحِبُّ أن تَركَبَ إلَيهِم فَتَرُدَّهُم عَنّي ؛ فَإِنّي لا اُحِبُّ أن يَدخُلوا عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ جُرأَةٌ مِنهُم عَلَيَّ ، وَليَسمَع بِذلِكَ غَيرُهُم .
فَقالَ عَلِيٌّ : عَلامَ أرُدُّهُم ؟ قالَ : عَلى أن أصيرَ إلى ما أشَرتَ بِهِ عَلَيَّ ورَأيتَهُ لي ، ولَستُ أخرُجُ مِن يَدَيكَ .
فَقالَ عَلِيٌّ : إنّي قَد كُنتُ كَلَّمتُكَ مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ ، فَكُلُّ ذلِكَ نَخرُجُ فَتُكَلِّمُ ، ونَقولُ وتَقولُ ، وذلِكَ كُلُّهُ فِعلُ مَروانَ بنِ الحَكَمِ وسَعيدِ بنِ العاصِ وَابنِ عامِرٍ ومُعاوِيَةَ ، أطَعتَهُم وعَصَيتَني . قالَ عُثمانُ : فَإِنّي أعصيهِم واُطيعُكَ .